أجرى مدير برنامج التربية الإقليمي في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، صفوان أبو جويد، زيارة تفقدية لمدارس الوكالة في تجمعي المزيريب وجلين للاجئين الفلسطينيين بمحافظة درعا جنوب سوريا، وذلك في إطار سعي الوكالة لتعزيز حضورها التربوي وتلمّس احتياجات الميدان بشكل مباشر، في خطوة غير مسبوقة منذ أربعة عشر عامًا من تهميش اللاجئين الفلسطينيين في تلك التجمعات.
وعقد الأستاذ أبو جويد اجتماعات موسعة مع مديري المدارس والمعلمين، استمع خلالها إلى شرح مفصل حول واقع العملية التعليمية والظروف التي يعمل فيها الكادر التعليمي، إلى جانب التحديات التي تواجه المعلمين والطلاب على حد سواء، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. واعتُبرت الزيارة إعادة لفتح خطوط التواصل بين الوكالة واللاجئين الفلسطينيين في تلك المناطق.
وتناول اللقاء بحثًا معمقًا لسبل تحسين جودة التعليم، سواء من خلال توفير مستلزمات التعليم الأساسية، أو تحسين البيئة المدرسية لتكون أكثر أمانًا وتحفيزًا للطلاب، وسط تأكيدات من الكادر على الحاجة الملحّة للدعم الفني والمادي لضمان استمرارية العملية التعليمية.
وشملت الزيارة لقاءات مباشرة مع الطلاب، عبروا خلالها عن آرائهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم بكل حرية، حيث شدد الأستاذ أبو جويد على أهمية هذه الملاحظات في صياغة برامج أكثر استجابة لاحتياجات الطلبة، وتطوير بيئة تعليمية جاذبة وفعالة.
وفي ختام جولته، أكد مدير برنامج التربية الإقليمي في "أونروا" أن هذه الزيارة"ليست سوى بداية لسلسلة من الزيارات المستقبلية التي ستقوم بها فرق التربية في الوكالة إلى مدارس درعا"، مشددًا على التزام "أونروا" الراسخ بدعم التعليم الفلسطيني في جنوب سوريا، وتوفير كل الإمكانات التي تضمن حق الطلبة في تعليم منصف، شامل، وعالي الجودة.
وأضاف أبو جويد: "نحن ملتزمون ببناء منظومة تعليمية تمكّن أبناءنا من أن يكون لهم مستقبل مشرق، رغم التحديات"، مؤكدًا أن وكالة "أونروا" ستواصل العمل من أجل تجاوز كل العقبات التي تعترض العملية التعليمية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا.
ويقطن تجمع المزيريب في جنوب درعا ما يقارب 1700 عائلة فلسطينية تعاني من ظروف معيشية قاسية، وشح في المساعدات، وغلاء في الأسعار، وانعدام في مصادر الدخل. وتُعدّ هذه العائلات من الأكثر تأثرًا بظروف الحرب السورية خلال السنوات السابقة، في حين تسكن مئات العائلات في تجمع جلين القريب وسط ظروف مشابهة.