تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها وبلداتها، لليوم الـ109 على التوالي، وسط عمليات اقتحام واعتقال يومية تطال عشرات الفلسطينيين، وترافقها مداهمات عنيفة ضمن حملة ملاحقة أطلقتها قوات الاحتلال في أعقاب عملية دهس وقعت مساء أمس قرب حاجز برطعة.
وكان مقاومون فلسطينيون قد نفذوا عملية إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال بالقرب من حاجز برطعة، جنوب غرب جنين، وأسفرت عن إصابة أربعة "إسرائيليين"، وصفت بعض الإصابات بالخطيرة، فيما انسحب المنفذون، وشرعت قوات الاحتلال بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة.
وأفادت اللجنة الإعلامية في بيان صادر اليوم الخميس 8 أيار/مايو، أن قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال داهمت بلدة برطعة، مدعومة بتعزيزات عسكرية وجرافات ثقيلة، وحاصرت أحد المنازل بزعم وجود منفذ عملية الدهس بداخله.
وفي الأثناء، أكدت اللجنة الإعلامية أن القوات "الإسرائيلية" فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا على البلدة، وأغلقت مداخلها، في وقت واصلت فيه إطلاق النار بكثافة نحو المنزل المستهدف.
وترافقت عملية الاقتحام مع حملة مداهمات لمنازل الفلسطينيين، شملت المنطقة الصناعية في برطعة، حيث داهم جنود الاحتلال عددًا من المحال التجارية، وصادروا تسجيلات كاميرات المراقبة في محاولة لتعقب منفذ العملية، وفقًا للجنة.
وفي تطورات العدوان داخل مخيم جنين، ذكرت اللجنة الإعلامية أن قوات الاحتلال أطلقت قذائف "أنيرجا" باتجاه عدد من منازل الفلسطينيين، ما أدى إلى دوي انفجارات ضخمة، وألحق أضرارًا جسيمة بالمنازل.
وأضافت اللجنة أن جنود الاحتلال أضرموا النيران قرب مسجد "الأسير" في المخيم، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان الكثيف.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية أن جنود الاحتلال اقتحموا مدرسة الإناث التابعة لوكالة "أونروا" في المخيم، وحولوها إلى ثكنة عسكرية، وعبثوا بمرافقها.
كما أشارت اللجنة الإعلامية إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسيرة المحررة المحامية بنان جمال عبد السلام أبو الهيجاء، ابنة الأسير جمال أبو الهيجاء، وشقيقة الأسيرين عبد السلام وعاصم، والشهيد حمزة أبو الهيجاء، وذلك أثناء مرورها على حاجز جبارة جنوب طولكرم برفقة والدتها المريضة بالسرطان في طريقهما إلى المستشفى الاستشاري في رام الله.
وفي غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين، وتمنع الوصول إليه أو عودة النازحين إلى منازلهم، وسط استمرار عمليات التجريف والتدمير الهادفة إلى تغيير البنية التحتية والمعالم العامة للمخيم.
وبحسب تقديرات بلدية جنين، فقد تم هدم نحو 600 منزل بشكل كامل في المخيم، فيما تعرضت المنازل الأخرى لأضرار جزئية جعلتها غير صالحة للسكن.