تواصلت الغارات "الإسرائيلية" المكثفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة والتي أدت لاستشهاد 11 فلسطينياً من فجر اليوم الجمعة 9 آيار/ مايو، بينهم عائلة مكونة من الأب والأم وطفلهما الرضيع في مخيم النصيرات، بينما أعلن رئيس جمعية أصحاب المخابز بغزة إن الطحين في القطاع نفد بنسبة 50%، متوقعاً نفاذه بشكل كامل كاملا خلال أيام.
وفي مدينة غزة حيث تركزت غارات الاحتلال "الإسرائيلي" على استهداف المدنيين ومنازلهم بشكل مباشر حيث ارتقى فلسطيني وجرح آخرون جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في عمارة "المتميزون" قرب مسجد فلسطين بحي الرمال، بينما استشهد صياد وأصيب آخر بنيران الاحتلال "الإسرائيلي" شمال غرب مدينة غزة.
وباستهداف آخر، ارتقت فتاة بنيران أطلقها جنود الاحتلال بواسطة مسيّرة "إسرائيلية" في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وترافق ذلك مع إطلاق مسيّرات "إسرائيلية" النار باتجاه مناطق متفرقة من شارع السكة في حي الزيتون بمدينة غزة.
ووسط قطاع غزة في مخيم النصيرات للاجئين قصف جيش الاحتلال عبر طائراته الحربية منزلا يعود لعائلة حمدان في محيط مسجد الشهداء شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد الفلسطيني رشاد أبو حية وزوجته صفاء وطفلهما الرضيع عمرو.
في حين سقط عدد من الإصابات جراء قصف الاحتلال المروحي على منطقة الثعابين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
بينما جنوبي قطاع غزة، شن جيش الاحتلال عبر طائراته غارتين على المناطق الجنوبية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، كما شن الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مناطق شرق مدينة رفح.
أطباء بلا حدود: غياب محاسبة "إسرائيل" عن جرائمها أمر صادم
وفي الإطار ذاته عبرت منظمة أطباء بلا حدود عن استنكارها من غياب مساءلة "إسرائيل" عن جرائمها ووصفته بأنه "أمر صادم"، وأن المنظمة "لا تجد كلمات أمام زهق الأرواح يوميا".
وقالت أطباء بلا حدود عبر منصة (اكس): "قُتل ما لا يقل عن 33 شخصاً وأصيب العشرات، وفقاً لوزارة الصحة، بعد أن قصفت غارات جوية مدينة غزة يوم أمس، على بعد أمتار فقط من عيادة أطباء بلا حدود. وقدمت فرقنا الإسعافات الأولية لـ 28 مصاباً تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء. وأصيب اثنان من موظفي أطباء بلا حدود".
وأضافت أنها تعاني من "نقص في الإمدادات الأساسية والوقود اللازم للحفاظ على استجابتها الطبية، في حين يستمر عدد المصابين بجروح خطِرة في الارتفاع".
وأكدت أنه منذ 2 مارس/آذار الماضي لم تدخل أي مساعدات إلى قطاع غزة "بسبب قرار من السلطات الإسرائيلية".
الأورومتوسطي: التجويع جريمة مكتملة الأركان
فيما تصاعدت التحذيرات مع دخول اليوم الـ53 من استئناف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة واستمرار الحصار المفروض على الفلسطينيين مع تفاقم أزمة المجاعة التي بات يعاني منها سكان قطاع غزة إعلان جمعية أصحاب المخابز بغزة عن معاناة القطاع شبه مجاعة نتيجة عدم توفر الخبز للأهالي.
وقال رئيس جمعية أصحاب المخابز: "إن الخبز نفد تمامًا و50% من المنازل أصبحت بلا طحين" محذراً من موت السكان جوعًا حال انتظار تنفيذ الخطة الأميركية بعد أسبوعين.
وأكد أن الاحتلال دمّر 25 مخبزًا لا سيما في منطقة شمالي القطاع مشيراً إلى أنه لا بديل عن فتح المعابر لإيصال الغذاء لأهالي القطاع.
ومن جهته وصف المرصد الأورومتوسطي في منشور عبر منصة (كس) جريمة التجويع في غزة بأنها مكتملة الأركان وتُرتكب في وضح النهار، لا تحتاج إلى لجان تقصٍّ أو أحكامٍ قضائية لإثباتها، بل يكفي النظر إلى أنّ "إسرائيل" تغلق جميع معابر القطاع المدمر بلا استثناء منذ أكثر من شهرين وتحظر كليًّا دخول الغذاء والدواء والبضائع".
انخفاض بنسبة 46% في الوجبات الغذائية التي تعدها المطابخ المجتمعية بغزة
بدوره، واصل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تحذيره من تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع، نتيجة المنع الشامل الذي تفرضه "إسرائيل" على دخول السلع الإنسانية والتجارية، فيما تستمر ب"الأعمال العدائية".
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أكد فيه نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق حدوث انخفاض بنسبة 46% في الوجبات اليومية التي تُعدّها المطابخ المجتمعية "بين عشية وضحاها". وأوضح أن شركاء المنظمة أفادوا بأنه تم إعداد حوالي 454 ألف وجبة اليوم، مقارنة بـ 838 ألف وجبة يوم أمس.
وأضاف: "منذ أواخر نيسان/أبريل، اضطر أكثر من 80 مطبخا إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات، والعدد في ازدياد مستمر. هذا يفاقم الجوع على نطاق واسع في غزة، حيث تشكل الوجبات الجاهزة التي تقدمها هذه المطابخ أحد آخر شرايين الحياة المتبقية للسكان".