شهد قطاع غزة منذ منتصف ليل أمس الثلاثاء/فجر اليوم الأربعاء، تصعيداً دموياً جديداً من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، أسفر عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينياً، في واحدة من أكثر الليالي دموية منذ أسابيع، مع استمرار الاحتلال في حربه المفتوحة ضد المدنيين في شمال وجنوب القطاع، وتكثيف غاراته الجوية على الأحياء السكنية ومخيمات النزوح.
وتركزت المجزرة الكبرى في شمال القطاع، حيث استهدفت طائرات الاحتلال أحياء مكتظة بالسكان في مخيم جباليا وجباليا البلد، بأحزمة نارية كثيفة وغارات متتالية، ما أدى إلى استشهاد 45 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وسط دمار هائل لحق بالمنازل والبنية التحتية.
وتم نقل جثامين الشهداء والمصابين إلى مستشفيي العودة والإندونيسي، فيما لا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى عدد من المنازل التي سُوّيت بالأرض، حيث يعتقد أن جثامين شهداء آخرين لا تزال تحت الأنقاض.
وعرف من بين العائلات المنكوبة في المجزرة عائلات: النجار، سويلم، مقبل، والقطناني، والتي فقدت عدداً كبيراً من أبنائها دفعة واحدة، ما يرفع من حجم الفاجعة الإنسانية المتصاعدة في شمال القطاع.
وفي جنوب غزة، تواصلت سياسة استهداف المدنيين والنازحين، حيث استشهد فلسطيني وزوجته، وطفلتيهما في قصف شنّته طائرة مسيّرة "إسرائيلية" على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. كما استهدفت غارة أخرى منزل عائلة أبو أمونة في بلدة الفخاري جنوب شرق خان يونس، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء لم تعرف حصيلتهم الكاملة بعد.
وإلى جانب المجازر، قصفت طائرات الاحتلال منازل مدنيين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، حيث أُصيب ثلاثة فلسطينيين على الأقل، وسُجّل قصف مباشر لمنزل عائلة مُصبح قرب مسجد التوبة في البلدة ذاتها.
وفي مستشفى الإندونيسي شمال القطاع، تكدّست جثامين الشهداء في الممرات، وسط انهيار شبه كامل في قدرات المستشفى الاستيعابية، في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية في القطاع، الذي يخضع لحصار خانق منذ أكثر من سبعة أشهر، ويتعرض لحرب إبادة متواصلة.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" الشاملة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 64,500 شهيد، أي ما يشكل 34% من إجمالي الشهداء الفلسطينيين منذ نكبة عام 1948.
وتشير الإحصاءات إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألف امرأة، بالإضافة إلى 211 أسرة على الأقل أُبيدت بالكامل. كما أُصيب أكثر من 125 ألف فلسطيني بجروح، معظمهم بإصابات خطيرة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الصحية والإمدادات الطبية.