أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن اثنتين من الأسيرات الفلسطينيات الحوامل في الشهر الخامس، تعانيان من ظروف صحية صعبة داخل سجن الدامون، في ظل استمرار اعتقالهن وحرمانهن من أبسط حقوقهن في الغذاء والعلاج، وذلك ضمن 525 أسيرة جرى اعتقالهن منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.
وأوضح نادي الأسير، في بيان صدر اليوم الأربعاء 15 أيار/مايو 2025، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل احتجاز 37 أسيرة من أصل 525 اعتقلن منذ بدء العدوان، بينهن الأسيرتان الحاملتان: ريما بلوي من طولكرم، وزهراء الكوازبة من بيت لحم.
وأكد النادي أن الأسيرتين بلوي وكوازبة تحتجزان في ظروف قاسية داخل سجن الدامون، وتتعرضان، كما بقية الأسرى والأسيرات، لانتهاكات ممنهجة، من بينها سياسة التجويع، التي انعكست بشكل واضح في إفاداتهما خلال زيارتهما الأخيرة، حيث أشارتا إلى حرمانهما من أبسط احتياجاتهن الأساسية.
وأشار نادي الأسير إلى أن معاناة الأسيرات تتضاعف بحرمانهن من رؤية أطفالهن، في ظل استمرار منع الزيارات منذ بدء العدوان، وهو ما تسبب بتدهور في حالتهن النفسية.
وبحسب البيان، فإن الأسيرة ريما بلوي (31 عاماً)، وهي أم لطفلتين، اعتُقلت من منزلها في طولكرم في شباط/فبراير 2025، بتهمة "التحريض" وفق مزاعم الاحتلال. أما الأسيرة زهراء الكوازبة (37 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال، فقد اعتقلتها قوات الاحتلال في نيسان/أبريل 2025 عند حاجز عسكري نُصب لها عقب عودتها من أريحا مع عائلتها، وجرى تمديد اعتقالها عدة مرات منذ ذلك الحين.
ومن المقرر أن تعقد جلسة محكمة للأسيرة بلوي في 15 حزيران/يونيو 2025، بينما تعقد جلسة للأسيرة كوازبة في 18 أيار/مايو الجاري.
وذكر نادي الأسير أن الأسيرة بلوي تعاني من مرض الثلاسيميا، ما يستوجب رعاية صحية خاصة، فيما تعاني الأسيرة كوازبة من مشكلات عصبية تتطلب متابعة طبية حثيثة.
واعتبر النادي أن استمرار اعتقال الأسيرتين يمثل "جريمة مضاعفة"، خاصة في ظل تصاعد السياسات التعسفية والتنكيلية داخل السجون، والتي تطال النساء والأطفال الأسرى على حد سواء. وقد وثّقت المؤسسات الحقوقية انتهاكات غير مسبوقة خلال الشهور الماضية، تبدأ منذ لحظة الاعتقال، وتمر بفترات التحقيق، واحتجازهن المؤقت في سجن "هشارون"، وصولاً إلى احتجازهن الدائم في سجن الدامون.
كما أشار النادي إلى تصاعد استهداف النساء على خلفية مزاعم "التحريض" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن هذا النمط من الملاحقة بات يشكّل أداة مركزية لفرض مزيد من الرقابة والتضييق على حرية الرأي والتعبير في صفوف الفلسطينيين.
وفي ختام البيان، حمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة جميع الأسيرات، وعلى رأسهن بلوي وكوازبة، مجدداً مطالبته للمجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، بضرورة التحرك الجاد والفعّال إزاء الجرائم والانتهاكات المتواصلة، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني.