أحيا اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الجليل بالبقاع اللبناني، مساء الخميس 15 أيار/مايو 2025، الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، بوقفة شبابية رمزية نظّمت على مدخل المخيم، بدعوة من المنظمات الشبابية الفلسطينية، وفاءً لدماء الشهداء وتأكيداً على التمسك بالحق التاريخي في العودة إلى فلسطين.
وشارك في الوقفة عدد من الأهالي والأطفال، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، وأضيئت الشموع، وردّد المشاركون هتافات لفلسطين والشهداء، في فعالية تزامنت مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة الشعبية التي تنظمها الفعاليات الشبابية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، رفضًا لسياسات الاحتلال، ولإبقاء ذاكرة النكبة حيّة في وعي الأجيال الجديدة.
وفي تصريح خاص لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال الناشط الشبابي في المخيم، أبو رامي عزام: إن "النكبة الفلسطينية ليست مجرد ذكرى، بل هي واقع يومي وجرح نازف مستمر منذ عام 1948، نعيشه في كل مجزرة وتهجير وعدوان جديد".
وأضاف: "في مثل هذا اليوم، بدأت جريمة اقتلاع شعبنا من أرضه، على يد مؤسسي الكيان الصهيوني أمثال بن غوريون وغولدا مائير التي قالت يوماً: ’الكبار سيموتون والصغار سينسون‘. لكن أطفالنا اليوم يرفعون علم العودة، ويتمسكون بحقهم أكثر من أي وقت مضى".
وأشار عزام إلى أن النكبة تسببت بتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم وبلداتهم، ورافقها ارتكاب عشرات المجازر بحق المدنيين، أبرزها مجزرة دير ياسين، مضيفًا أن ما يجري اليوم في غزة يؤكد أن النكبة ما زالت مستمرة بأدوات أكثر دموية.
وختم قائلاً إن "مخيم الجليل، الذي تأسس على وقع اللجوء والتهجير، يحرص دائمًا على إحياء هذه المناسبة الوطنية من خلال الجمعيات والتنظيمات في المخيم، بهدف ترسيخ الوعي والذاكرة في عقول الأجيال الجديدة، ليحملوا الرواية كما حملها آباؤهم وأجدادهم".
يُذكر أن الذكرى الـ77 للنكبة تحل هذا العام في ظل تواصل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وفي وقت تتعرض فيه مخيمات شمال الضفة الغربية لعمليات تهجير وتدمير ممنهجة. كما تواجه وكالة "أونروا" هجمة سياسية منظمة تهدف إلى تصفيتها، وسط محاولات متواصلة لإنهاء قضية اللاجئين وشطب حق العودة، الذي يشكل جوهر النكبة الفلسطينية.