تواصلت الوقفات الاحتجاجية في العاصمة النمساوية فيينا بمناسبة الذكرى الـ77 لنكبة عام 1948، حيث ردّد المشاركون شعارات تؤكد على حق العودة إلى فلسطين التاريخية، وأخرى تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة.

وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من المواقف الرسمية للحكومة النمساوية وعدد من الحكومات الأوروبية، منتقدين دعمها المستمر للاحتلال "الإسرائيلي" وتجاهلها المتواصل للجرائم والانتهاكات المرتكبة في غزة.

وتخللت الوقفة كلمات لعدد من الناشطين الفلسطينيين والأوروبيين، أُلقيت باللغتين العربية والألمانية، استعرضوا خلالها جرائم العصابات الصهيونية من مجازر وتطهير عرقي بحق سكان القرى والمدن الفلسطينية، وإحلال مستوطنين صهاينة في بيوت السكان الأصليين.

وفي كلمة له خلال الوقفة، أكد الدكتور سامي عياد، الناشط في الجالية الفلسطينية، أن الاحتلال "الإسرائيلي" لا يزال يمنع الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم التي هُجّروا منها في مدنهم وبلداتهم الأصلية.

وقال عياد: "الاحتلال نشأ بقرار أممي، بينما كانت فلسطين موجودة منذ آلاف السنين، وستبقى. فإما أن يقتلوا جميع الفلسطينيين، ويمحوا ثقافتهم وتراثهم كي ينتصروا عليهم، أو أن يعترفوا بالحق الفلسطيني".

وأضاف: "لا نريد أن نسمع بعد سبعين عامًا أن الفلسطينيين كانوا على حق. ينبغي قول ذلك الآن، وأن عبارة لن يتكرر ذلك مجددًا التي تُستخدم دائمًا بشأن المحرقة اليهودية، يجب أن تقال اليوم أيضًا عن غزة".

وشدد عياد على أن "من يصمت عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة مذنب أيضًا"، مطالبًا الحكومة النمساوية بالتحرك الفوري والمطالبة بوقف حرب الإبادة.

الفعالية نظمتها الجالية الفلسطينية في النمسا، فيما أقام نادي فلسطين العربي أيضًا اعتصامًا وسط فيينا مساء أمس، إحياءً للنكبة، وتضامنًا مع قطاع غزة، وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

كما تخللت الفعاليات لإحياء المناسبة، قراءة مقتطفات من كتاب "إبقاء غزة حيّة" باللغة الألمانية، لمؤلف أوروبي يوثّق فيه ذكرياته خلال زياراته المتكررة لغزة منذ طفولته، برفقة عائلته الفلسطينية.

وفي قراءته من الكتاب، قال المؤلف: "هذه القصص تخص شخصًا ما – واحدًا – لكنها تخص الجميع. نحن في قصصنا واحد، لكلٍّ منا مصيره، لكن هذه القصص لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل كل من يجد نفسه في التجربة الفلسطينية".

قراءة من كتاب إبقاء غزة حية.jpg

وفي مقدمة الكتاب، ورد: "هذه القصص لا تخصني وحدي، ولا تخص عائلتي فقط. فلماذا نمنح المؤلف اسمًا؟ كتبت هذه الذكريات كي أظل فلسطينيًا. وهذا ليس أمرًا بديهيًا في ألمانيا اليوم. لذا اخترت اسمًا مستعارًا لحماية عائلتي هنا وهناك. وآمل أن يأتي اليوم الذي تُقيَّم فيه الأسماء على أسس مختلفة، لأن القصص لا تحتاج إلى اسم مؤلف، فهي تمثل نفسها".

النمسا نكبة.jpg

ويُحيي الفلسطينيون في 15 أيار/مايو من كل عام ذكرى النكبة، التي تمثل لحظة مفصلية من التهجير القسري لنحو 750 ألف فلسطيني عام 1948، على يد العصابات الصهيونية التي أقامت على أنقاض قراهم كيان الاحتلال "الإسرائيلي".

ورغم مرور 77 عامًا، لا تزال سياسات الاقتلاع مستمرة، إذ يرى كثيرون في ما تتعرض له غزة والضفة من إبادة وتهجير نكبة متجددة، وسط تحالفات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.

وفي مواجهة ذلك، يؤكد الفلسطينيون تمسكهم بحق العودة ورفضهم للتوطين، مجددين في كل عام أن النكبة باقية والعودة حق لا يسقط بالتقادم.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد