يستمر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في عدوانه الشامل والممنهج (السور الحديدي) على مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين شمالي الضفة الغربية، في واحدة من أطول موجات التصعيد والتدمير التي تشهدها الضفة الغربية وسط تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار موجات التهجير القسري.
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، يتواصل العدوان مصحوباً بالحصار الشامل لليوم الـ114 على التوالي، بينما يقبع مخيم نور شمس تحت العدوان لليوم الـ101، مترافقًا مع تصعيد ميداني متواصل يتمثل في تعزيزات عسكرية كثيفة، وإطلاق نار متكرر، وانفجارات تهز أحياء المخيم,
وأفادت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم في بيان اليوم الثلاثاء 20 أيار/ مايو، بأن قوات الاحتلال منعت آلاف العائلات من المخيمين من العودة إلى منازلهم بعد أن تم تهجيرهم قسرًا، مشيرة إلى أن أكثر من 4200 عائلة أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني هجروا من مخيمي طولكرم ونور شمس خلال الأشهر الماضية.
ويأتي ذلك فيما خلف العدوان دمارًا هائلًا في البنية التحتية والمباني السكنية، حيث دُمّر أكثر من 400 منزل بشكل كامل، فيما لحقت أضرار جزئية بـ2573 منزلًا آخر، كما أغلقت قوات الاحتلال مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، محولة إياهما إلى منطقتين معزولتين ومحاصرتين بالكامل بحسب اللجنة الإعلامية.
شاهد/ي أيضاً:
من قريته قيسارية إلى #مخيم_نور_شمس عاش #النكبة و #التهجير مرتين
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) May 18, 2025
يقول: إن #نكبة 2025 أمرّ وأقسى pic.twitter.com/K87eTuCu2r
وكانت قوات الاحتلال قد شنت حملة هدم ممنهجة طالت أكثر من 20 مبنى سكنيًا في مخيم نور شمس فقط، كجزء من خطة "إسرائيلية" لهدم 106 مبانٍ في المخيمين، بهدف فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمنطقة.
وذكرت اللجنة الإعلامية أن الاحتلال يواصل تحويل العديد من منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية ونقاط قنص، وسط إطلاق كثيف للنيران وملاحقة كل من يحاول الاقتراب من منزله.
وقد أسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيماتها عن استشهاد 13 فلسطينياً بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت حاملًا في شهرها الثامن، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، ودمار واسع طال المحال التجارية وشبكات المياه والصرف الصحي.
جنين ومخيمها: 120 يومًا من العدوان وتغيير معالم المخيم بالكامل
في السياق ذاته، تستمر قوات الاحتلال في عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ120 على التوالي، ضمن حملة تهدف إلى تغيير البنية الجغرافية والديموغرافية للمنطقة.
وأفادت مصادر محلية أن الاحتلال قام بشق نحو 15 طريقًا جديدًا داخل المخيم الذي لا تتجاوز مساحته نصف كيلومتر مربع، وذلك لتسهيل التحرك العسكري داخله.
وأكدت بلدية جنين أن البنية التحتية للمخيم مُدمَّرة بالكامل، فيما تضررت 60% من بنية المدينة نتيجة العدوان المتواصل.
وتشير إحصاءات البلدية إلى تدمير 120 كيلومترًا من الشوارع، و42 كيلومترًا من خطوط المياه، و99 كيلومترًا من شبكة الصرف الصحي.
كما قُدّر عدد المنازل المهدّمة كليًا في المخيم بنحو 600 منزل، في حين تضررت المنازل الأخرى بشكل جزئي وباتت غير صالحة للسكن.
ويستمر الاحتلال في نشر قوات المشاة والآليات العسكرية بشكل دائم حول المخيم، إضافة إلى اقتحامات يومية تطال قرى محافظة جنين، كان آخرها في قرية أم التوت وخربة تلفيت شرق المدينة وفقاً لمصادر محلية.
وأشارت البلدية إلى أن عدد النازحين قسرًا من مدينة ومخيم جنين تجاوز 22 ألف فلسطيني، أي ما يعادل 23% من سكان المنطقة، ولا تزال عمليات النزوح مستمرة في ظل القصف والدمار وفقدان مقومات الحياة الأساسية.
وأسفر العدوان على جنين منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي عن استشهاد 40 فلسطينياً، فضلًا عن عشرات الإصابات والاعتقالات، في وقت تعاني فيه الأحياء الشرقية للمدينة، لا سيما حي الهدف، من دمار كبير في المباني والمرافق.