هتف بالحرية لفلسطين عند اعتقاله

شاب أميركي ينفذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل "إسرائيليين" اثنين في واشنطن

الخميس 22 مايو 2025

في عملية إطلاق نار نفذها شاب أميركي قتل اثنان من موظفي السفارة "الإسرائيلية" في العاصمة الأميركية "واشنطن"، وكان الشاب مرتدياً الكوفية الفلسطينية حين اعتقاله من قبل الشرطة الأميركية وررد عبارة "الحرية لفلسطين".

واستهدف منفذ عملية إطلاق النار وهو الشاب "إلياس رودريغيز" رجلاً وامرأة "إسرائيليين" وهما موظفين في السفارة "الأميركية" لدى الولايات المتحدة من مسافة قريبة بنحو 10 طلقات، حين وجودهما أمام المتحف اليهودي لحضور فعالية، فيما لم يفر من موقع الحادث، وانتظر وصول الشرطة قرب بوابة المتحف، بحسب وسائل إعلام أميركية.

وأثناء اعتقاله نقلت وسائل إعلام أميركية عن "رودريغيز" قوله: إن ما فعله هو انتصار لأرواح الأبرياء الذين قتلهم الجيش "الإسرائيلي" في غزة.

فيما أكدت شاهدة عيان حضرت واقعة إطلاق النار قرب المتحف اليهودي أنها تحدثت إلى الشاب، قائلة: "ذهبت إليه وسألته إن كان بخير، بينما كان يتمتم بكلمة اتصلي بالشرطة مرارا وتكرارا.. ثم قال إنه بخير.. ثم سألته إن كان قد أُصيب برصاصة، فأجاب بالنفي".

وتابعت: "كان يرتجف كثيرا عندما تحدثت إليه لدرجة أنه بدا غير مؤذٍ. من الواضح أنني لم أكن أعرف حينها".

90d7155b-a21a-49e1-8e06-cd1d69a3ec81.jpg
الشاب "إلياس رودريغوز" منفذ العملية 

وحول آخر ما كان "إلياس رودريغوز" قد كتبه فيما يتعلق بدوافعه لتنفيذه العملية: "نحن الذين نقف ضد الإبادة نشعر أحيانًا بالرضا حين نقول إن المرتكبين والمشاركين فيها قد فقدوا إنسانيتهم".

وأضاف: "أتفهم هذا الرأي وأتفهم قيمته النفسية في التخفيف من وقع الفظائع التي يصعب احتمالها، حتى وهي تمر عبر شاشة.. لكن اللا-إنسانية قد أثبتت منذ زمن طويل أنها عادية، شائعة، وإنسانية على نحو فظيع".

وكانت تقارير أميركية قد أفادت أن الحادث الذي وقع ليل الأربعاء - الخميس، قرب متحف التراث اليهودي في العاصمة الأميركية أدى لمقتل رجل وامرأة من موظفي السفارة "الإسرائيلية" في واشنطن.

وتزامنت عملية إطلاق النار وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية مع فعالية دبلوماسية نظمتها اللجنة اليهودية الأميركية، شارك فيها دبلوماسيون ومهنيون من دول عدة حيث اقترب منفذ العملية من مجموعة أشخاص خارج المتحف، وأطلق النار من مسافة قريبة.

وفي تعليقه على الحادثة وصف الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" ما حدث بـ"جريمتَي القتل المروعتين في واشنطن" المدفوعتين بـ"معاداة السامية"، بينما توعد وزير الخارجية "ماركو روبيو" بأن الولايات المتحدة ستلاحق المسؤولين عن إطلاق النار خارج المتحف اليهودي.

إلياس رودريغيز، البالغ من العمر 30 عامًا، وُلد ونشأ في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة إلينوي، وعمل مؤخرًا في مجال الطب العظمي.

ويذكر أن "رودريغيز" كان ناشطًا في منظمات يسارية راديكالية في شيكاغو وينتمي إلى حزب الاشتراكية والتحرير، وهو حزب سياسي شيوعي أميركي نشط منذ عام 2004، ويؤمن بأن الحل الوحيد للأزمة المتفاقمة للرأسمالية هو التحول الاشتراكي للمجتمع.

وبرز الحزب الشيوعي الأميركي في حراك الجامعات والشوارع الأميركية المناهض للعدوان الذي تشنه "إسرائيل" على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووفقا لتقارير محلية، فإن إلياس يُعرف بنشاطه مع حزب الاشتراكية والتحرير (PSL) وانخراطه في حركة "حياة السود مهمة" (BLM) كما كان باحثا في التاريخ الشفوي في منظمة "صناع التاريخ" (The HistoryMakers)، حيث يعدّ مخططات بحثية مفصلة وسيرا ذاتية لقادة بارزين في المجتمع الأميركي الإفريقي.

وعلاوة على ذلك عُرف إلياس بمواقفه المعارضة للتوسع النيوليبرالي في المدن، وسبق أن عارض علنًا خطة شركة "أمازون" لافتتاح مقر رئيسي في شيكاغو، معتبرًا أن وجود الشركة يسهم في تهجير المجتمعات الفقيرة وتكريس "العنصرية الهيكلية".

وفي عام 2017، شارك "رودريغيز" في احتجاج أمام منزل عمدة "شيكاغو" آنذاك، "رام إيمانويل"، نظمته جماعات من بينها منظمة "حياة السود مهمة للنساء المؤمنات".

خلال المظاهرة، التي أُقيمت في ذكرى مقتل "لاكوان ماكدونالد" على يد شرطة شيكاغو، جادل رودريغيز بأن سعي المدينة لاستضافة مقر رئيسي لشركة أمازون وحادث مقتل "ماكدونالد" قضيتان مترابطتان، متحدثا عن العنصرية المنهجية وعدم المساواة الاقتصادية.

وفي تصريحات سابقة، ربط "رودريغيز" بين نفوذ الشركات الكبرى ومقتل الشاب "كوان ماكدونالد"، الأميركي من أصل أفريقي، على يد الشرطة عام 2014، وقال: "هل نريد العيش في دولة تهيمن عليها الشركات العملاقة، لا يسكنها سوى الأغنياء والبيض، بينما يُدفع بالبقية إلى الهامش؟ لا أعتقد ذلك".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد