ارتفعت أعداد الشهداء في القصف "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم السبت 24 آيار/ مايو، إلى 21 شهيداً وعشرات الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء في غارات طالت منازل الفلسطينيين جنوب ووسط وشمال القطاع وسط تهديد جيش الاحتلال بتوسيع العملية العسكرية خلال الأيام المقبلة.
في اليوم الـ68 من استئناف الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قطاع غزة، شهد جنوبي قطاع غزة مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال بحق عائلة طبيبة بمجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس.
وفي التفاصيل، فقدت الطبيبة آلاء النجار، أخصائية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، تسعة من أطفالها في غارة "إسرائيلية" استهدفت منزل العائلة في خان يونس.
وأوضح المدير العام لوزارة الصحة في غزة، د. منير البرش، أن الطبيبة النجار كانت في طريقها إلى عملها، وبرفقتها زوجها الدكتور حمدي النجار، الذي عاد إلى المنزل بعد دقائق، ليُفجع بالقصف الذي أودى بحياة أطفالهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا فيما أصيب الطفل العاشر آدم، إضافة إلى والدهم الذي يرقد حاليًا في العناية المركزة.
وقال البرش: "هذا ما يعيشه الكادر الطبي في قطاع غزة. الاحتلال لا يستهدف البنية التحتية فحسب، بل يُمعن في استهداف العائلات بأكملها، حتى من يعملون في الصفوف الأولى لإنقاذ الأرواح".
وبمجزرة أخرى في مدينة خانيونس، أعلن الدفاع المدني عن انتشال 5 شهداء ونقل 20 جريحا من حي الأمل شمالي المدينة جنوبي قطاع غزة، في قصف طال منزل يعود لعائلة المدهون حيث استشهد العائلة كاملة المكونة من الأب والأم وطفليهما.
وتترافق تلك الغارات على مدينة خانيونس مع تواصل القصف المدفعي على أطراف بلدة عبسان الجديدة وبلدة قيزان النجار.
وشمالي مدينة غزة، أعلنت المصادر الطبية عن استشهاد طفل في منطقة الصفطاوي بعد استهداف خيمته بطائرة مسيّرة "إسرائيلية"، كما واصل جيش الاحتلال عمليات تدمير مبانٍ سكنية في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
وسط قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال منزلًا بمخيم النصيرات، أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين. وفي محيط مسجد القسام بالنصيرات، استُشهد فلسطيني آخر وأصيب خمسة آخرون، بينهم رضيعة تبلغ من العمر شهرًا واحدًا.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 60 شهيدًا و185 إصابة، مشيرة إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة بسبب صعوبة الوصول إليها، في ظل استمرار القصف واستهداف البنية التحتية.
وأكدت الوزارة أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب كثافة النيران وخطورة الوضع الميداني.
وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" في السابع من أكتوبر 2023 إلى 53,822 شهيدًا و122,382 إصابة، في حين بلغت حصيلة العدوان منذ استئنافه في 18 مارس 2025 فقط 3,673 شهيدًا و10,341 إصابة.
من جهتها، نقلت هيئة البث "الإسرائيلية" عن استعداد جيش الاحتلال لتوسيع العمليات العسكرية خلال الأيام القادمة، وأشار موقع "واللا" العبري إلى أن الاحتلال بدأ بالفعل بنشر تعزيزات عسكرية إضافية في غزة، مع إبلاغ سكان مستوطنات "غلاف غزة" بإمكانية التصعيد.
تحذيرات أممية من "أكثر الفترات وحشية"
وفي سياق متصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، وقال في بيان رسمي إن: "الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي"، مشيرًا إلى تصاعد الهجمات "الإسرائيلية" إلى "مستويات مروعة من الموت والتدمير".
وأضاف غوتيريش أن من بين نحو 400 شاحنة سُمح لها بالدخول عبر معبر كرم أبو سالم، لم تُجمع المساعدات إلا من 115 شاحنة فقط، معتبرًا أن هذه الكمية لا تفي حتى بأبسط الاحتياجات، وأن الوضع يتطلب تدفقًا هائلًا وفوريًا للمساعدات الإنسانية.