أحيت جمعية كشافة ومرشدات الإسراء في مخيم الجليل بمدينة بعلبك في البقاع اللبناني، الذكرى السنوية السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، بفعالية ليلية حملت عنوان "النكبة... جرح لا يندمل"، في سهرة نارية عبّرت عن الغضب والرفض للمجازر المستمرة في غزة والضفة الغربية.
وشهدت الفعالية مشاركة واسعة من ممثلي الفصائل الفلسطينية والفعاليات الاجتماعية في المخيم، إلى جانب رجال دين وحشد من الأهالي، اجتمعوا لتجديد العهد على الوفاء للقضية، والتمسك بالحق في العودة.
بدأت السهرة بتلاوة من آيات من القرآن الكريم، تلتها مراسم إشعال الشعلة الكشفية، التي ترافقت مع أداء التحية الكشفية وترديد القسم، في مشهد استحضر رمزية الصمود والهوية الفلسطينية.
وضمن الفعالية، قدّم فريق الكشافة من الشابات والأطفال عرضاً مسرحياً مؤثراً، جسّد مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة العائلات الفلسطينية تحت القصف في قطاع غزة، حيث تقمّص المشاركون أدوار الأب والأم والطفل، مرتدين الزي الفلسطيني، في إشارة إلى التمسك بالتراث والهوية، وإلى استمرار الحياة الفلسطينية رغم المآسي.
وفي كلمة ألقاها خلال النشاط، قال عضو المفوضية العامة في لبنان، أحمد فاعور، إن ذكرى النكبة، رغم ألمها ومرارتها، تبقى حافزاً لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية في الوجدان الجماعي.
وأكد أن الحركة الكشفية، التي تأسست على قيم الخدمة والانتماء والإخلاص، ما زالت تواصل دورها في دعم الشعب الفلسطيني، معتبراً أن الشباب الفلسطيني اليوم هم أمل الغد ورهان المستقبل.
وشدد فاعور على أن جمعية كشافة ومرشدات الإسراء تسعى إلى إعداد جيل فلسطيني واعٍ في مخيمات اللجوء، متسلّح بالعلم والمهارات، ويؤمن بحقه في العودة، ليخدم قضيته وشعبه ومجتمعه، مشيداً في ختام كلمته بتميّز الجمعية في تنظيم هذه الفعالية المعبّرة.
وفي مقابلة مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال علاء منصور، عضو مفوضية الكشافة في لبنان: "الذكرى الـ77 للنكبة التي نحييها اليوم عبر كشافة الإسراء، هي رسالة صمود في وجه الاحتلال، وتجسيد لمقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة"، مؤكداً أن المقاومة، رغم كل المجازر، لا تزال الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني.
وأوضح منصور أن جمعية كشافة الإسراء قدّمت العديد من الشهداء، من بينهم قائدها ومؤسسها في لبنان، الشهيد شرحبيل السيد، موجهاً التحية من مخيم الجليل إلى شهداء الجمعية، وشهداء غزة الذين يدافعون عن الأرض والكرامة.
وتأتي هذه الفعالية في إطار سلسلة من الأنشطة التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان إحياءً للذكرى السنوية للنكبة، تأكيداً على أن النكبة لم تنتهِ، وأن اللاجئين الفلسطينيين متمسكون بحقهم في العودة إلى ديارهم مهما طال الزمن.