تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ123 على التوالي، مع تصاعد العمليات العدوانية ضد الفلسطينيين ومنازلهم، وسط انتشار مكثف في الحارات والأزقة، وتنفيذ تحقيقات ميدانية واعتقالات، إلى جانب استمرار هدم المنازل.
وفي تطورات العدوان، نشرت قوات الاحتلال فرق مشاة داخل حارات مخيم طولكرم، وفي محيطه وعند مداخله، حيث عرقلت دخول أهالي المخيم لأخذ مقتنياتهم من منازلهم المهددة بالهدم، من خلال التدقيق في الهويات والاستجواب، كما أطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي لترويعهم، بحسب مصادر محلية.
وكانت قوات الاحتلال قد أبلغت، يوم أمس، سكان 58 مبنى في مخيم طولكرم بقرارات هدم فورية، تمهيدًا لإخلائها اليوم، حيث تضم هذه المباني أكثر من 250 وحدة سكنية. وحددت قوات الاحتلال أربعة مداخل ومخارج فقط لأصحاب المنازل المهددة بالهدم، وأمهلتهم ثلاث ساعات فقط، تبدأ من الساعة التاسعة والربع صباحًا وحتى الثانية عشرة والربع ظهرًا، وتشمل مداخل حارات البلاونة، والمدارس، ومربعة حنون، والمقاطعة.
وفي غضون ذلك، أفاد الهلال الأحمر بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على سيارة للهلال خارج مخيم طولكرم بالقرب من المقاطعة، بالرغم من التنسيق المسبق للسيارة التي كانت تشارك في مهمة إخلاء 58 منزلاً داخل المخيم.
وفي مخيم نور شمس، حيث يستمر العدوان لليوم الـ110 على التوالي، تتواصل عمليات هدم مبانٍ في محيط مسجد أبو بكر الصديق، ضمن مخطط لهدم 48 مبنى سكنيًا في المخيم لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمه.
وخلف العدوان المستمر على المدينة ومخيماتها حتى الآن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملاً في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، إثر عمليات هدم وإحراق ونهب.
وعلاوة على ذلك، هجّر الاحتلال أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني، ودمّر أكثر من 400 منزل بشكل كلي، و2573 منزلًا بشكل جزئي، فضلاً عن إغلاق مداخل المخيمين، وأزقتهما بالسواتر الترابية.
300 مليون دولار تكلفة الأضرار التي لحقت بمدينة جنين ومخيمها
في السياق ذاته، يتواصل العدوان على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ129 على التوالي، وسط اقتحامات واعتقالات متواصلة وانتشار مكثف لقوات الاحتلال التي حوّلت بعض منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية، كما اقتحمت قرية فحمة جنوب المدينة. وتشهد المنطقة إطلاق نار كثيف وانفجارات متكررة.
وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، إن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمدينة ومخيمها تُقدَّر بـ300 مليون دولار، وتشمل تدمير أكثر من 600 وحدة سكنية كليًا، إضافة إلى دمار واسع في شبكات المياه والكهرباء والطرقات.
كما تسبب الحصار الاقتصادي بخسائر فادحة شملت إفلاس 1200 تاجر وفقدان مصدر رزق 4000 عامل، إضافة إلى نزوح نحو 22 ألف فلسطيني، بحسب جرار.
وأكد جرار أن مستشفى جنين الحكومي يعمل بالحد الأدنى من الخدمات في ظل الحصار المفروض عليه، مطالبًا بالسماح للبلدية بإعادة تأهيل البنية التحتية وفتح الطرق لتسهيل الوصول إلى المرافق الطبية.
وأدى العدوان المستمر منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي إلى استشهاد 43 فلسطينيًا، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.