طالبت أكثر من 300 شخصية عامة في بريطانيا رئيس الوزراء "كير ستارمر" باتخاذ خطوات فورية لإنهاء ما أكدوا أنه تواطؤ من المملكة المتحدة في الفظائع المرتكبة خلال حرب الإبادة التي يقودها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة وقّعها عدد من الأسماء البارزة في مجالات الإعلام والفنون والطب والأكاديميا، بالإضافة إلى مجموعات حقوقية وناجٍ من الهولوكوست.
الرسالة جاءت بمبادرة من منظمة اللاجئين الخيرية Choose Love، ودعت إلى تعليق فوري لجميع مبيعات الأسلحة البريطانية إلى "إسرائيل"، والسماح بوصول إنساني عاجل إلى المنظمات الإغاثية ذات الخبرة، إلى جانب الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار حفاظًا على أرواح الأطفال في غزة.
وانتقد الموقّعون استمرار حكومة المملكة المتحدة في منح تراخيص تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل"، رغم تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في القطاع، مشيرين إلى أن قطع الغيار العسكرية التي تشحن من مصانع بريطانية تسهم في إدامة العنف ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي سبتمبر الماضي، علّقت الحكومة البريطانية 30 ترخيصًا من أصل 350 لتصدير المعدات العسكرية إلى "إسرائيل"، في خطوة اعتبرت غير كافية في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وجاء في الرسالة: "نحثكم على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء تواطؤ المملكة المتحدة في الفظائع التي ترتكب في غزة"، مضيفة أن "الأطفال في غزة يعانون من الجوع الحاد، فيما تبقى الإمدادات الغذائية والطبية على مقربة منهم، محاصَرة خلف الحواجز الإسرائيلية منذ أكثر من 11 أسبوعًا".
ومن أبرز الموقّعين على الرسالة الناجي من الهولوكوست ستيفن كابوس، الذي أشار إلى أن 71 ألف طفل دون سن الرابعة يعانون "سوء تغذية حاد"، مضيفًا أن كثيرًا منهم "يبكون حتى تفقدهم المجاعة القدرة على البكاء".
وانتقدت الرسالة ازدواجية الموقف الحكومي البريطاني، قائلة: "لا يمكنك أن تصف ما يحدث بأنه لا يحتمل، ثم لا تقوم بأي شيء. العالم يراقب، والتاريخ لن ينسى. أطفال غزة لا يمكنهم الانتظار دقيقة إضافية. رئيس الوزراء، ما الذي ستختاره؟ التواطؤ في جرائم الحرب، أم امتلاك الشجاعة لاتخاذ موقف؟"
وكان ستارمر قد صرّح مؤخرًا أمام البرلمان البريطاني بأن حجم المعاناة في غزة، لا سيما بين الأطفال، وصل إلى مستوى "لا يحتمل"، داعيًا "إسرائيل" إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية بشكل كافٍ، في وقت وصف فيه التحركات الحالية بأنها "غير كافية تمامًا".
وتأتي هذه الرسالة بعد أيام من توقيع 828 خبيرًا قانونيًا بريطانيًا، من بينهم قضاة سابقون في المحكمة العليا، على رسالة منفصلة تحذّر من أن ما يحدث في غزة قد يشكّل "إبادة جماعية"، داعين حكومة ستارمر إلى الالتزام بالقانون الدولي واتخاذ موقف أكثر حزمًا.