سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تستمر الأحداث الأمنية والانسانية المأساوية، بالسيطرة على المشهد في مخيّمات وتجمّعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مع دخول الأزمة السورية عامها السابع في آذار الجاري، حيث يتواصل الحصار والقصف من قبل قوّات النظام السوري، مخلّفاً تبعات انسانية كبيرة، ويستمر تنظيم "داعش" في انتهاك الحياة في المناطق التي يسيطر عليها في مخيّم اليرموك وسواه.
مخيّم اليرموك
الأحداث الأمنية والانسانية
توفى الطفل " محمد مصطفى " فور ولادته في مخيّم اليرموك، صباح أمس الأحد 19 آذار، بعد أن تعّذّر نقل والدته لولادته في مستشفى أو مركز طبّي، بسبب الحصار المفروض على المخيّم.
وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الوفاة تمّت في الساعة السابعة صباحاً، بعد أن عجز الأب عن تأمين وسيلة نقل، لإسعاف الأم الى مركز طبّي بعد أن ساءت حالتها، وعدم وجود قابلة تقوم بعمليّة الولادة، ما أدّى الى خروج الطفل ومن ثمّ وفاته على الفور، وإصابة الأمّ بحالة إغماء.
ونقل مراسل "بوابة اللاجئين السوريين" يوم 20 آذار الجاري، إصابة طائرة حربية تابعة للنظام السوري، في سماء مخيّم اليرموك، كانت تحلق على علو منخفض فوق مناطق سيطرة تنظيم " فتح الشام" وفق مصادر خاصة لـ"بوابة اللاجئين".
وفي اليرموك أيضاً صادر عناصر تنظيم "داعش" مشتريات أهالي مخيّم اليرموك، من أسواق بلدة يلدا المجاورة، بغية عدم إدخالها الى المخيّم. وتضمّنت المشتريات المُصادرة، وفق ما أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حلويات وقوالب "كيك"، بدعوى أنّها من لوازم الإحتفال بعيد الأم، الذي يعتبره التنظيم محرّماً وفق أفكاره المتطرفة.
ويذكر أنّ تنظيم " داعش" يفرض على الأهالي مخيّم اليرموك، منذ احتلاله للمخيّم في نيسان 2015، إجراءات مشددة، يحظر بموجبها مظاهر الاحتفال، بالإضافة لمنع العملية التعليمية الا وفق مناهجه المتطرفة، كما الغى التنظيم العمل بالتوكيلات القانونية، وأبطل عقود الزواج المبرمة خارج محاكمة الشرعية، فضلاً عن تدخلّه بتحديد السلوكيّات الشخصية ونوع اللباس وغيرها.
كما كثّف التنظيم نشر مفارزه الأمنيّة، داخل الحارات والأحياء السكنيّة في مخيّم اليرموك، بهدف تعزيز مراقبة الأهالي، ويستعين التنظيم لهذا الغرض، بجواسيس بهيئة مدنية، وفق مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ومن مهام تلك المفارز التي تتبع لما يسمّى بجهاز "الحسبة" في التنظيم، استدعاء كل من يتخلّف عن أداء الصلاة داخل المساجد، وإنذاره بضرورة الالتزام بالذهاب للمسجد تحت طائلة العقوبة.
وفي يوم 23 من آذار قضى الرضيع الفلسطيني، محمد محمود زعطوط، من أبناء مخيّم اليرموك، بسبب نقص العناية الطبيّة وتدمير المستشفيات، وعدم توفر الأدوية ومستلزمات العلاج، جرّاء الحصار الذي تفرضه قوّات النظام السوري على المخيّم منذ سنوات.
الطفل محمد، وُلد مصاباً بثقب في القلب، وهي حالة تحتاج الى رعاية طبيّة خاصة، غير متوفرة في المخيّم الأمر الذي أدّى الى التحاقه بنحو 194 لاجئاً فلسطينياً، قضوا جرّاء غياب العناية الصحيّة ونقص التغذية جرّاء الحصار، وفق احصاءات "مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا".
و استهدفت قوّات النظام السوري والفصائل الموالية له، ليل أمس الجمعة 24 اذار، عدّة مناطق في مخيّم اليرموك وحي التضامن المحاذي، بقذائف الهاون والصواريخ الموّجهة.
ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ القصف قد استهدف قطّاع الكراعين في شارع فلسطين، وشارع السبورات التابع لحيّ التضامن المحاذي للمخيّم، ولم يؤدي الى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
مخيم درعا والمزيريب
اعتقل أمن النظام السوري، كلاً من الشابين الفلسطينيين يحيى نصّار، ومروان المصري من أبناء مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا.
وأوضح مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم درعا، أنّ الشاب يحيى جرى اعتقاله على أحد حواجز أمن النظام، في منطقة درعا المحطّة يوم 15 من آذار، أمّا الشاب مروان فقد تمّ اعتقاله في دمشق
كما تعرّض مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا، لقصفٍ بقذائف الهاون من قبل قوات النظام السوري، استمرّ حتى ساعات متأخرة من ليل أمس الإثنين 20 اذار.
ونجم عم القصف دماراً في الأبنية والممتلكات، ولم يسفر عم سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وفق ما أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"
ويشار الى أنّ تصاعداً في العمليّات العسكرية تشهده أخياء محافظة درعا السورية، بما فيها مخيّمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين، مخلّفةً دماراً واسعاً، في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوّات النظام على الأهالي منذ سنوات.
مخيم خان الشيح
وفي مخيّم خان الشيح بريف دمشق، اعتقل أمن النظام السوري، أمس الجمعة 24 اذار، السيّدة شيخة غالب الرملي وزوجها شحادة، وهما من أبناء مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق.
ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ اعتقال السيّدة الرملي، قد جرى على أحد حواجز النظام في مدينة دمشق، ليقوم الأمن باستدعاء زوجها شحادة عبر الهاتف، ومن ثمّ اعتقاله دون ورود معلومات عن مكان اعتقالهم.
وفي ذات السياق، اعتدى عناصر فرع الأمن العسكري "220" التابع للنظام السوري، بالضرب المبرح على الشاب زكي سعيد حمد، أثناء تجوّله في شوارع مخيّم خان الشيح، و نُقل الشاب إثر الاعتداء الى المستشفى وهو في حالة صحيّة حرجة. وبرر عناصر الأمن اعتداءهم على الشاب بحجّة عدم حمله بطاقة الهوية الخاصة به، بحسب ما أفاد "مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وعلى الصعيد الإنساني في المخيّم، سمح أمن النظام السوري، بدخول شاحنة محمّلة بإسطوانات الغاز الى مخيّم خان الشيح بريف دمشق، بعد منعٍ دام لأكثر من خمسة أشهر، شمل أيضاً الكثير من السلع ومستلزمات الحياة.
ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ دخول القافلة، جاء عقب سلسلة اجتماعات عُقدت بين لجنة من أهالي المخيّم، مع قوى تحالف الفصائل وأفرع الأمن التابعة للنظام السوري، رفعت خلالها لجنة الأهالي مطالبها بالسماح بإدخال المحروقات والسلع والمستلزمات الأساسيّة للأهالي، في حين لا معلومات عن فكّ الحظر على دخول بقيّة الاحتياجات.
جنوب سوريا
أمّا في جنوب سوريا، فقد نقلت مصادر إعلاميّة، قيام تنظيم "داعش" بإعدام اللاجئ الفلسطيني "علي محمد" بقطع الرأس، بعد أن اعتقله قبل مدّة من إعدامه، واللاجئ هو من أبناء منطقة المعلقة بريف القنيطرة الجنوبي.
وبإعدامه، يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين، الذين قضوا إعداماً على يد التنظيم إلى خمسة، حيث أعدم التنظيم أواخر شباط الفائت، ثلاثة لاجئين في جنوب سوريا، وإثنين في مخيّم اليرموك جنوبي دمشق.
أوروبا
أبلغ الصليب الأحمر المقدوني، عائلة الشاب الفلسطيني إبراهيم خليل المجدوب من قطاع غزة بمقتله، في هجوم على يد عصابة في مقدونيا.
الشاب المجدوب (32) قضى خمسة أعوام في سجون الاحتلال، وتزوّج منذ سبعة أشهر، وسافر إلى تركيا منذ شهرين وحاول الوصول إلى أوروبا عن طريق التهريب.
أثناء عبوره الحدود المقدونية، تعرّض برفقة صديقه للهجوم من عصابة، ما أدّى إلى إصابته في الرأس، وبعد أيام قامت الحكومة المقدونية بترحيل صديقه إلى تركيا، ومنها إلى غزة وفُقدت آثار إبراهيم، إلى أن تم تأكيد مقتله.