مخيم جباليا يواجه مجددًا حملة تطهير عرقي وسط التهجير والتدمير الشامل

السبت 31 مايو 2025
صورة أرشيفية تظهر جانبا من الدمار الواسع في جباليا شمال قطاع غزة
صورة أرشيفية تظهر جانبا من الدمار الواسع في جباليا شمال قطاع غزة

يعيش سكان مخيم جباليا والمناطق المحيطة به، المكتظة بآلاف الفلسطينيين الذين أصبح غالبيتهم نازحين من شمال قطاع غزة، حملة إبادة وتطهير عرقي يقودها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ استئناف حربه الدموية على القطاع في الثاني من آذار/مارس.

ورافقت حملة التطهير العرقي في جباليا جرائم إبادة بحق عشرات العائلات التي مسحت من السجل المدني، عقب استهدافها إما بقصف منازلها السكنية أو قصف الخيام ومراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

وتضم منطقة جباليا الواقعة شمال قطاع غزة، ومعها مخيم جباليا – أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة – مناطق سكنية مثل جباليا البلد وجباليا النزلة، التي تعيش حاليا إحدى أقسى وأبشع الحملات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال، والتي تعمل حاليا على إفراغ السكان منها، لا سيما في جباليا البلد وجباليا النزلة.

مجازر ارتكبها الاحتلال منذ استئناف الإبادة في مناطق جباليا ومخيمها

خلال الأسابيع الأخيرة، شن جيش الاحتلال غارات كثيفة استهدفت كل ما تضمه منطقة جباليا وما حولها من منازل سكنية ومدارس ومراكز إيواء تابعة لوكالة "أونروا"، وحتى خيام النازحين التي أقيمت مؤقتا لتأوي العائلات المهجرة من مناطق أخرى شمالي القطاع.

وفي استهداف للمنازل السكنية، قصف جيش الاحتلال منزلا لعائلة عبد ربه في شرق مدينة جباليا، ما أدى إلى استشهاد ستة أفراد منها. كما استهدف منزلا لعائلة دردونة في جباليا البلد، وهو مبنى سكني مكون من أربعة طوابق كان يضم أفراد العائلة إلى جانب نازحين، وأسفر عن استشهاد 10 مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال.

وفقد حينها أكثر من 50 شخصا تحت الأنقاض، وسط عجز كامل عن انتشالهم؛ بسبب نقص المعدات وغياب إمكانات التواصل.

كما فقدت عائلة حلاوة خمسة من أبنائها، بينهم أطفال، بعد أن استهدفت طائرة مسيرة "إسرائيلية" مجموعة من الفلسطينيين في بلدة جباليا.

ودمرت قوات الاحتلال خلال حملة الإبادة عددا من المنازل التي تعود إلى 14 عائلة فلسطينية في جباليا شمالي القطاع.وفضلا عن ذلك، دمر جيش الاحتلال عددا من المباني السكنية باستخدام "روبوتات" مفخخة في مخيم جباليا.

استهداف مراكز ومدارس لإيواء النازحين

وشملت الاستهدافات مدارس، غالبيتها تابعة لوكالة "أونروا"، منها مدرسة فهمي الجرجاوي التي كانت تؤوي مئات النازحين في حي الدرج بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 36 مدنيا، من بينهم 6 أطفال.

كما تعرضت مدرسة فاطمة بنت أسد في جباليا البلد، التي كانت تؤوي عائلات مشردة، لقصف جوي استهدف الطابق الثاني منها، وأسفر عن استشهاد 15 مدنيا، بينهم خمسة أطفال، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.أما مدرسة الأيوبية، فلم تسلم هي الأخرى من القصف، حيث استشهد ستة فلسطينيين على الأقل، وأصيب آخرون بجروح.

كذلك استهدف الاحتلال مصلى التوبة وعيادة طبية في منطقة الفاخوري بمخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم 11 طفلا وامرأة، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

أوامر إخلاء قسري تعرضت لها منطقة جباليا وما حولها

وتعرضت منطقة جباليا وما حولها شمالي قطاع غزة لأوامر إخلاء قسري متكررة، أسفرت عن تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وكان آخرها بياناً صادر عن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يدعو إلى إخلاء مناطق تشمل جباليا البلد، العطاطرة، الشجاعية، الزيتون، والدرج، بوصفها "مناطق قتال خطيرة".

وعقب أوامر التهجير، زعم موقع "واللا" العبري أمس الجمعة، أن قوات الاحتلال هجرت أكثر من 250 ألف فلسطيني من مخيم جباليا إلى ما أطلق عليه "مناطق الإيواء"، وسط ظروف إنسانية كارثية، دون توفير ممرات آمنة أو ضمانات حماية.

وكانت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" ذكرت أن جيش الاحتلال دمّر نحو 70% من مباني مخيم جباليا بالكامل خلال عملياته العسكرية التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2024. كما أشارت مصادر صحفية أخرى إلى أن عدد الوحدات السكنية التي تعرضت للتدمير في المخيم ومحيطه تجاوز 50 ألف وحدة، ما يعكس حجم الدمار الكارثي الذي طال المنطقة.

ويأتي ذلك في إطار ما وصفه مراقبون بـ"هندسة ديمغرافية عدوانية"، تهدف إلى تفريغ شمال قطاع غزة من سكانه الأصليين، في ظل العدوان الذي يشنه الاحتلال تحت مسمى عملية "عربات جدعون".

وفي السياق، أعلن اليوم عن استشهاد 60 فلسطينياً وإصابة 284 آخرين جراء القصف "الإسرائيلي" المتواصل على غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، في حصيلة لا تشمل المستشفيات الواقعة شمالي القطاع بسبب صعوبة الوصول إليها. وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة إلى 54,381 شهيدا و124,054 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق ما أعلنت وزارة الصحة، اليوم السبت.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد