أفادت هيئة البث العبرية أن السلطات "الإسرائيلية" قررت منع سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة، في أحدث محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا، في ظل استمرار حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال على سكان غزة.
وانطلقت السفينة يوم الأحد 2 حزيران/يونيو 2025 من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام، محمّلة بمساعدات إنسانية تشمل مسحوق الحليب ومستلزمات طبية أساسية، بحسب ما أكد تحالف أسطول الحرية في بيان صحفي رسمي.
وبحسب هيئة البث العبرية "كان"، دار في البداية نقاش داخل المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" حول إمكانية السماح للسفينة بالرسو، طالما لم تشكّل تهديدًا مباشرًا، لكن القرار تغيّر لاحقًا لمنع "خلق سابقة" قد تشجّع مبادرات مماثلة في المستقبل.
وأشارت الهيئة إلى أن من بين السيناريوهات المطروحة: منع السفينة من دخول المياه الإقليمية لقطاع غزة، أو مرافقتها من قبل البحرية إلى ميناء أسدود واحتجاز من على متنها.
كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية أن البحرية "الإسرائيلية"، بما فيها وحدة الكوماندوز البحري "شاييطت 13"، تتابع مسار السفينة، وستوجه تحذيرًا مباشرًا للطاقم في حال الاقتراب من المياه المحظورة، مع استعدادات للسيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر.
من جانبهم، أفاد النشطاء على متن "مادلين" أنهم رصدوا طائرة مسيّرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق السفينة ليلة أمس، ما دفعهم إلى ارتداء سترات النجاة وتطبيق إجراءات السلامة، دون معرفة مصدر المسيّرة أو الغرض من تحليقها.
كما اضطر الطاقم إلى تغيير مسار السفينة مؤقتًا استجابة لنداء استغاثة من قارب يحمل طالبي لجوء في حالة طارئة، وفق ما أفادت به المصادر على متن السفينة.
وأكد تحالف أسطول الحرية في بيان رسمي أن الرحلة سلمية وغير مسلحة، ومتوافقة مع القانون الدولي، محذرًا من أن أي اعتراض على السفينة سيعد "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداءً على مدنيين".
وتعد "مادلين" السفينة رقم 36 ضمن تحالف أسطول الحرية، وهو مبادرة دولية تأسست عام 2010 لكسر الحصار البحري المفروض على غزة. ومن أبرز محطات هذا التحالف الهجوم "الإسرائيلي" على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، والذي أسفر عن استشهاد 10 نشطاء أتراك واعتقال العشرات، ما تسبب بأزمة دبلوماسية بين تركيا و"إسرائيل".
وفي السياق نفسه، من المتوقع أن يعقد وزير الأمن "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس اجتماعًا مع قادة الأجهزة الأمنية لتقييم الموقف واتخاذ قرار نهائي بشأن التعامل مع السفينة وركّابها، وسط تغطية إعلامية دولية واهتمام متزايد من الرأي العام العالمي بهذه المبادرة الإنسانية.