استقبل اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات بسوريا أول أيام عيد الأضحى المبارك، يوم الجمعة 6 حزيران/ يونيو، بأجواء خجولة احتفالياً، ولكنها ملتزمة بالطقوس التقليدية التي اعتاد اللاجئون على القيام بها، وسط حالة من الحزن جراء استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة.
وشهدت المخيمات الفلسطينية في سوريا أداءً جماعياً لصلاة العيد صباحاً في المساجد، تلتها زيارات تقليدية إلى مقابر الشهداء والمتوفين، في طقس اعتاده اللاجئون كل صباح عيد.
في مخيم اليرموك جنوب دمشق، توجهت عشرات العائلات إلى "مقبرة الشهداء الجديدة"، في حضور هو الأوسع منذ سنوات، بفعل الانفراج النسبي في الأوضاع الأمنية عقب غياب القيود التي فرضها النظام السوري سابقاً. وأفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين من داخل المخيم بأن العيد هذا العام حمل طابعاً مختلفاً، مع بروز مظاهر احتفالية غابت طويلاً، تمثلت في تنظيف الشوارع وتحضيرات الأهالي، إضافة إلى نصب ألعاب وأراجيح للأطفال في بعض الزوايا.
أما في مخيم خان الشيح، فقد بدت أجواء العيد أكثر روتينية واعتيادية، بحسب ما نقل مراسلنا، حيث اقتصرت الطقوس على زيارة المقبرة ولقاءات بين العائلات وتبادل التهاني.
وفي مخيم خان دنون، خصص اللاجئون صباح العيد لإحياء ذكرى الشهداء الذين ارتقوا خلال مشاركتهم في عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك عبر زيارة قبورهم داخل مقبرة المخيم. ويذكر أن المخيم فقد 17 شهيداً من أبنائه، معظمهم ارتقوا خلال المواجهات عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة
كما شهد مخيم جرمانا جنوب دمشق، صباح العيد، توافد الأهالي إلى "مقبرة الشهداء"، بمشاركة فرق كشفية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، حيث وضعت أكاليل من الزهور على الأضرحة، في مشهد جمع بين الحزن والتكريم.
طقوس مماثلة شهدتها المخيمات الأخرى مثل النيرب في حلب، والعائدين في حمص، والرمل في اللاذقية، حيث أدى اللاجئون الصلاة، وتوجهوا إلى المقابر، في تكرار لطقس العيد الفلسطيني الذي يربط الفرح بالذاكرة الوطنية والوفاء للشهداء.
وبرغم بعض الانفراجات الخجولة التي طرأت على أوضاع اللاجئين مؤخرا، ومنها حرية تحويل الأموال من الخارج وزيارات عدد من المغتربين الفلسطينيين القادمين من أوروبا، فإنها لم تكن كافية لتبدّد مشاعر الضيق والغصة التي يعيشها اللاجئون، في ظل استفحال الفقر وتزايد أعباء الحياة اليومية، واستمرار الحزن والقهر على أهالي قطاع غزة، والشعور العام بالحداد.
اقرأ أيضًا: عيد الأضحى في مخيمات سوريا: فرحة مثقلة بالفقر وحداد دائم على غزة