يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزة تزامناً مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط تصاعد الغارات على منازل المدنيين وخيام النازحين، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، بينهم صحفي متأثراً بجراحه عقب إصابته في مجزرة بحق الصحفيين بقصف على مستشفى المعمداني.
وأفادت مصادر طبية أن عدد الشهداء ارتفع إلى نحو 52، إلى جانب عشرات الجرحى منذ فجر الخميس، في سلسلة الغارات "الإسرائيلية" التي طالت مناطق متفرقة من قطاع غزة.
ارتفاع أعداد الشهداء الصحفيين إلى 226 منذ بدء حرب الإبادة
وفي الأثناء، استشهد المصور المتعاون مع التلفزيون العربي أحمد قلجة، متأثراً بإصابته في غارة على مستشفى المعمداني في مدينة غزة، يوم أمس الجمعة.
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب بالأمس مجزرة بحق الصحفيين، في قصف طال خيمتهم بساحة مستشفى المعمداني، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم، وهم: إسماعيل بدح، وسليمان حجاج، وسمير الرفاعي، وإصابة أربعة آخرين بجروح بين الحرجة والمتوسطة، وهم: أحمد قلجة، وعماد دلول، وإمام بدر، ومحمود الغازي.
ووثّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 226 منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحمل الإعلام الحكومي الاحتلال "الإسرائيلي"، والإدارة الأمريكية، والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم "النكراء الوحشية".
كما طالب المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية، والجهات المعنية بالعمل الصحفي والإعلامي في كافة دول العالم، بإدانة جرائم الاحتلال، وردعه، وملاحقته في المحاكم الدولية، وتقديم مجرميه للعدالة.
وفي غضون ذلك، استهدف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المناطق الشرقية من مدينة غزة، حيث أطلق عبر آلياته العسكرية النار بكثافة، ترافقت مع عمليات تدمير واسعة لمبانٍ سكنية، تركزت في شرقي حي التفاح.
وعلى إثر ذلك، اندلعت النيران في عدد من منازل الفلسطينيين، جراء قصف مدفعي على محيط جبل الصوراني وجبل الريس شرقي حي التفاح. كما قصفت مدفعية الاحتلال المنطقة الواقعة شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع.
الاحتلال يعلن توسيع عملياته في مدينة خان يونس
وشهد جنوبي قطاع غزة، صباح اليوم الجمعة 7 حزيران/ يونيو، غارات "إسرائيلية" استهدفت خيام النازحين ونقاط تجمع الفلسطينيين عند مواقع توزيع المساعدات، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى.
وفي التفاصيل، ارتقى خمسة شهداء برصاص قوات الاحتلال عند مركز توزيع مساعدات في مدينة رفح، في إطار الاستهداف "الإسرائيلي" المتواصل لطالبي المساعدات.
واستهدف جيش الاحتلال العشرات من الفلسطينيين الذين حاولوا الحصول على المساعدات من الشركة الأميركية التي يدعمها الاحتلال، حيث تحولت نقاط توزيع المساعدات إلى "أفخاخ ومصائد للموت"، بحسب ما وصفه حقوقيون ومنظمات الإغاثة الدولية.
أما في مدينة خان يونس، فاستشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون، في قصف لطائرة مسيّرة تابعة للاحتلال استهدف نقطة شحن هواتف بين خيام النازحين غرب خان يونس، فيما جرى انتشال شهيد جراء قصف على بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة.
ويتواصل التصعيد "الإسرائيلي" على المدينة، بالتزامن مع ما أعلنت عنه القناة 12 "الإسرائيلية"، بأن جيش الاحتلال يوسّع عملياته في خان يونس، ويدخل مناطق جديدة في المدينة.
ونقلت القناة عن مصدر عسكري "إسرائيلي" قوله: "نتقدم في عملياتنا بخان يونس، ونحتل أراضي جديدة، ولا نغادر المناطق التي وصلناها".
كتائب القسام تنفذ عمليات نوعية
وفي سياق آخر، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مروحيات عسكرية "إسرائيلية" هبطت في مناطق بخان يونس، لإجلاء جنود أصيبوا خلال اشتباكات مع المقاومة، بعد وقوعهم في كمين صباح اليوم.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بمقتل 5 جنود "إسرائيليين" وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة مع حروق شديدة، جرّاء انهيار مبنى مفخخ خلال عملية عسكرية استهدفت قوة نخبة مكونة من 12 جنديًا وضابطًا في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وكانت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) - قد أعلنت أمس الخميس، تنفيذ عمليتين في خان يونس، وكمين مركّب شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، أسفر عن وقوع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وقالت القسام في بيان، إن الكمين نفذ يوم الأحد الماضي في منطقة الخط الشرقي قرب موقع المبحوح، واستخدم فيه المقاتلون عبوات ناسفة وقذائف، واشتبكوا بأسلحة رشاشة مع القوات "الإسرائيلية".
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد اعترف بمقتل ثلاثة جنود برتبة رقيب أول، في معارك شمال قطاع غزة يوم الاثنين الماضي، إثر استهداف مركبة عسكرية من طراز "هامر" كانوا يستقلونها في جباليا، كما أصيب اثنان من رجال الإطفاء بجروح.