أحيا اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان صباح اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، الجمعة 6 حزيران/يونيو 2025، بأداء صلاة العيد وزيارة مقابر الشهداء، في وقت يخيّم فيه الحزن على المخيمات نتيجة حرب الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في لبنان.
في العاصمة بيروت، وبعد أداء صلاة العيد في مساجد مخيمات شاتيلا ومار إلياس وبرج البراجنة، توجهت وفود من الأهالي، برفقة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وسفارة السلطة الفلسطينية، إلى مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية، حيث وضعوا أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، مجددين عهد الوفاء لتضحياتهم ومسيرتهم.
وفي مخيمي نهر البارد والبداوي شمالاً، أحيا اللاجئون الفلسطينيون طقوس العيد بأداء الصلاة وزيارة المقابر، فيما شهدت منطقة جبل البداوي صلاة موحدة جمعت أهالي المخيم والمنطقة في مشهد جماعي يعكس وحدة الصف وتماسك المجتمع.
وفي مخيمات الجنوب، شهدت مخيمات صيدا وصور أجواء مماثلة، حيث أدى أهالي مخيم البص في صور جنوب لبنان صلاة عيد جماعية في ساحة مدرسة الشجرة، بحضور ممثلي الفصائل والحراكات الاجتماعية.
أمَّ المصلين الشيخ الدكتور حسين قاسم، الذي ألقى خطبة العيد، مستعرضاً معاني الفداء والتضحية، ومشدداً على ضرورة التكافل الاجتماعي، قائلاً: "إن العيد يمر علينا في ظروف صعبة جداً، في ظل الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني في لبنان وغزة، وترهيبه للأهالي في ضاحية بيروت يوم أمس. كيف لنا أن نفرح وشعبنا يعاني منذ أكثر من مئة عام من القتل والذبح والجوع؟"
وفي مخيم الرشدية في صور، أقيمت صلاة عيد جامعة في باحة إحدى مدارس وكالة "أونروا" وسط المخيم، ووجه لاجئون خلالها عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رسائل تضامن لأهالي قطاع غزة.
وقال أحد اللاجئين: "في هذا اليوم المبارك، نوجه كل التحية والتقدير لشعبنا الصامد في غزة وفي سائر أنحاء فلسطين، هذا الشعب الذي يواجه الاحتلال بصلابة، ويقاومه بإرادته الصلبة، وبأطفاله الذين يُربون على الكرامة والتحدي، في مواجهة استعمار جديد يسعى إلى تدمير المجتمع الفلسطيني والمجتمع العربي بأسره."
وأضاف: "إن فرحتنا اليوم ناقصة بلا شك، لأننا نتطلع إلى أن يعمل شعبنا، ومعه كل الشعوب العربية، على كنس الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية على كامل أرض فلسطين. كل التحية لشعبنا الأبي في غزة الصامدة."
لاجئ آخر قال لمراسلة بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "نحن كمسلمين، وكشعب فلسطيني على وجه الخصوص، نحب الحياة ونحب الفرح، ونحرص على إقامة شعائر الله سبحانه وتعالى، ومن ضمنها هذه الشعيرة المباركة. ولكننا في الوقت ذاته، شعب نشأ منذ نعومة أظفاره على المقاومة والفداء، لأن قضيتنا قضية عادلة، نابعة من مقدساتنا، ومن نكبة اللجوء، ولن تُسترد إلا بالمقاومة والجهاد في سبيل الله تعالى."
وعبر أحد اللاجئين عن الفرحة المنقوصة التي يعيشها أهالي المخيم جراء ما يحصل في غزة قائلاً: "نعم، نفرح، ولكن فرحتنا منقوصة، ولهذا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجّل بالفرج القريب عن أهلنا في غزة، وأن يفرّج عنهم كربهم، ويعجّل بنصرهم، وأن يرفع عنهم ما نزل بهم من همّ وغمّ وبلاء؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه."
في البقاع اللبناني، أدى اللاجئون في مخيم الجليل في بعلبك صلاة العيد في مسجد بلال بن رباح، واجتمعوا لاحقاً في قاعة المخيم لتبادل التهاني، حيث غلبت مشاعر الحزن والحداد على الجلسة، في ظل استمرار المجازر في قطاع غزة التي لم تغب عن ذاكرة المجتمع اللاجئ.
وبين تكبيرات العيد وآهات الوجع، عبّر اللاجئون الفلسطينيون في مختلف المخيمات اللبنانية عن شعورهم العميق بالحزن، وأكدوا أن عيدهم هذا العام لا طعم له في ظل المجازر التي تُرتكب بحق الأطفال والنساء في غزة، وأن أعيادهم ستبقى ناقصة ما دام الاحتلال جاثماً على أرض فلسطين، فيما تعاني مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من حرمان من حقوقها المدنية والاقتصادية، وتعيش أزمات مركبة.