مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، صعّدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، حيث باشرت بتنفيذ عمليات هدم واسعة النطاق طالت مئات المباني السكنية، فيما تتواصل عمليات التنكيل بالفلسطينيين في مخيم نور شمس لليوم الـ118 على التوالي.
وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال شرع، بواسطة جرافاته، منذ صباح اليوم الجمعة 6 حزيران/يونيو، بهدم عشرات الأبنية في مخيم طولكرم، في إطار خطة "إسرائيلية" تستهدف إزالة 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده.
وأضافت المصادر أن الاحتلال ينفذ عمليات هدم تطال أكثر من 250 وحدة سكنية، إلى جانب عشرات المحال التجارية، لا سيّما في حارتي البلاونة والعكاشة، وذلك وسط انتشار مكثف لقوات المشاة في محيط المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال قد أمهلت الأهالي، قبل عشرة أيام، ثلاث ساعات فقط لإخلاء مقتنياتهم من منازلهم، تحت التهديد والملاحقة، رغم حصول بعضهم على تنسيقات مسبقة للدخول.
وفي الوقت ذاته، دوّت أصوات انفجارات ضخمة في مخيم نور شمس شرق المدينة، وتصاعدت أعمدة الدخان في ظل تعتيم إعلامي ناجم عن الحصار العسكري المشدد المفروض على المنطقة، حيث منعت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية والطبية من الوصول، وأطلقت الأعيرة النارية بكثافة.
وبموازاة عمليات الهدم، يتواصل الحصار "الإسرائيلي" المشدد على المخيمين، حيث تنتشر قوات الاحتلال في الأزقة والمداخل، وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم أو تفقدها، وتستهدفهم بإطلاق النار المباشر.
وقد ارتفع عدد النازحين إلى أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني، بفعل العدوان الذي أدى إلى تدمير ما لا يقل عن 400 منزل بشكل كامل، وتضرر 2573 منزلاً جزئياً، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية.
الاحتلال يمنع الأهالي من زيارة قبور أبنائهم في مدينة ومخيم جنين
وفي سياق متصل، أصدرت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين بيانًا أكدت فيه أن العدوان "الإسرائيلي" لا يزال متواصلاً في يومه الـ137 على المدينة والمخيم، وسط تصعيد ممنهج يتزامن مع أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وأشار البيان إلى استمرار حملات المداهمة والاعتقال، وتجريف وتخريب ممتلكات الفلسطينيين، وسط دفع تعزيزات عسكرية جديدة، شملت جرافات لمواصلة هدم المنازل، بالتوازي مع منع عشرات الأهالي من زيارة قبور أبنائهم الشهداء، في انتهاك صارخ لحرمة المناسبات الدينية.
كما حاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل في بلدة سيريس جنوب المدينة، واعتقلت أربعة أشقاء بعد إطلاق الرصاص الحي على اثنين منهم، ما أدى إلى إصابة أحمد قطيط في خاصرته ويده، وشقيقه قصي في قدمه، بحسب ما أفادت اللجنة الإعلامية.
وقد أسفر العدوان على جنين حتى الآن عن هدم 600 منزل بشكل كامل، وتضرر المئات من المنازل الأخرى التي باتت غير صالحة للسكن، ما تسبب في نزوح أكثر من 22 ألف فلسطيني قسرًا، لا يزال الاحتلال يمنع عودتهم إلى منازلهم، فيما ارتقى 42 شهيدًا، بينهم اثنان برصاص الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، وفق ما أكدته اللجنة الإعلامية.