صعّدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، ومجموعات المستوطنين، من اعتداءاتهم الواسعة على الفلسطينيين في مدن ومخيمات الضفة الغربية، اليوم السبت 7 حزيران/ يونيو، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، عبر عمليات هدم وتدمير ممنهجة، واعتقالات واقتحامات، واعتداءات طالت البشر والشجر، ما حوّل بعض المناطق إلى مناطق منكوبة بفعل العدوان.
وواصل الاحتلال عدوانه الوحشي على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ132 على التوالي، ولليوم الـ119 على مخيم نور شمس، عبر هدم عشرات المباني السكنية في المخيمين.
وشهد مخيم طولكرم صباح اليوم موجة جديدة من عمليات الهدم، تركزت في حارتي البلاونة والعكاشة، ضمن خطة لهدم 106 مبانٍ، منها 58 في مخيم طولكرم، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
رغم حصول العائلات على تنسيق مسبق، أمهلتهم قوات الاحتلال ثلاث ساعات فقط للدخول إلى منازلهم وإخلائها، تحت إطلاق الرصاص الحي والمطاردة والاحتجاز التعسفي. وواصلت القوات فرض حصار محكم على المخيمين، مع إطلاق النار على كل من يقترب من منازله، في وقت تمنع فيه الفلسطينيين من الوصول إليها أو نقل مقتنياتهم.
يمر العيد على أهالي #مخيم_طولكرم وهم مهجرين يراقبوان من بعيد هدم منازلهم مع استمرار العدوان على المخيم الواقع شمالي #الضفة_الغربية لليوم الـ 123 على التوالي pic.twitter.com/ILeWxJHlnx
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) June 7, 2025
وفي مخيم نور شمس، تم حتى الآن هدم أكثر من 20 مبنى، ضمن خطة تستهدف 48 مبنى، تحت ذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية. كما استولت قوات الاحتلال على عدد من المنازل في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة، وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
العدوان أدّى حتى الآن إلى استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما في شهرها الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير شامل للبنية التحتية والمنازل والمتاجر والمركبات.
وتشير المعطيات إلى تهجير أكثر من 25 ألف فلسطيني من المخيمين، وتدمير 400 منزل بالكامل، وتضرر أكثر من 2500 منزل جزئياً، في وقت لا تزال فيه مداخل المخيمين مغلقة بالسواتر الترابية.
كما واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها، حيث اقتحمت بلدة عتيل شمال طولكرم، وجابت شوارعها وداهمت محالًا تجارية، واحتجزت العاملين فيها للتحقيق.
وفي جنين، اعتقلت القوات ثلاثة شبان من وادي برقين، وهم: مسلم مصاروة، وخالد المصري، ومصعب الدمج، بعد محاصرة منزل لعائلة أبو حذيفة المصري، واستخدام طائرة مسيّرة واعتلاء أسطح المنازل المحيطة. يُشار إلى أن الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها منذ 138 يومًا، ما أسفر عن استشهاد 39 فلسطينيًا، وتهجير نحو 22 ألفًا، وتدمير عشرات المنازل.
في الخليل، اعتُقل ثمانية شبان خلال ساعات النهار. ففي بلدة نحالين غرب بيت لحم، اعتقل خمسة فلسطينيين قرب نبع ماء، بينما اعتقل الشقيقان محمد وبكر الحمامدة من مسافر يطا أثناء رعيهما للأغنام. كما تم اعتقال الشاب رشاد نزار عويضات من بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل، عقب مداهمة منزله.
وفي شمال شرق رام الله، اقتحم مستوطنون سهل "مرج سيع" بين قريتي المغير وأبو فلاح، وقطعوا نحو 100 شتلة زيتون، تعود لـ وديع خالد علقم من ترمسعيا، وياسر جودت من أبو فلاح.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الاعتداءات الاستيطانية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، حيث نفذ المستوطنون الشهر الماضي 356 اعتداء، شملت اقتلاع أكثر من 1000 شجرة، معظمها من أشجار الزيتون.
وفي الأغوار الشمالية، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة، لا سيّما في ظل تزايد حركة الفلسطينيين خلال العيد. هذه التشديدات المستمرة منذ أكثر من عامين تعيق حرية التنقل، وتؤثر على وصول الأهالي إلى أعمالهم ومناطقهم الزراعية.