أعلن "تحالف أسطول الحرية" أن قوات البحرية "الإسرائيلية" صعدت، فجر اليوم الاثنين، على متن السفينة الإنسانية "مادلين" في أثناء إبحارها في المياه الدولية، واقتادتها بالقوة إلى ميناء أسدود، بعد انقطاع الاتصال بها تماماً. وأكد التحالف أن جيش الاحتلال "اختطف" طاقم السفينة المكون من 12 ناشطًا ومتطوعًا وصحفيًا.

وفيما أكد الاحتلال عبر إذاعة جيشه أن "كوماندوز البحرية سيطر على السفينة"، صرح مصدر عسكري بأن جميع من كانوا على متن "مادلين" نقلوا إلى قاعدة تابعة لسلاح البحرية في أسدود للتحقيق. وقد بثّ جيش الاحتلال صورًا توثق لحظة اقتحام السفينة واعتقال المتضامنين.

السفينة "مادلين"، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية رمزية تشمل حليب أطفال ومواد غذائية وإمدادات طبية، كانت في طريقها إلى قطاع غزة ضمن مهمة إنسانية واضحة، إلا أن الطائرات "الإسرائيلية" اعترضتها على بعد 110 أميال بحرية من غزة، أي في المياه الدولية.

وبحسب بيان تحالف أسطول الحرية، فإن الجنود "الإسرائيليين" استخدموا خلال عملية الاقتحام "مادة بيضاء شبيهة بالكيميائيات سببت أضرارًا في أعين المتطوعين"، كما "شوّشوا الاتصالات وأرسلوا أصواتًا عالية عبر نظام الراديو للتشويش على البث المباشر".

وقالت" هاي شا ويا"، مسؤولة الإعلام في التحالف: "نحاول بشكل عاجل تحديد موقع 11 متطوعًا وصحفي واحد اختُطفوا من على متن مادلين."

وأردفت أن سلطة الهجرة "الإسرائيلية" تؤكد أنهم ليسوا لديها، وأن مركز عدالة الحقوقي لم يتلقَّ أي رد على استفساراته من الجهات العسكرية "الإسرائيلية" منذ ساعات الصباح الأولى.

ومن بين المتضامنين البارزين على متن "مادلين "، الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام. ونشرت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن مقاطع مصوّرة تظهر صفارات الإنذار أثناء اقتراب الزوارق الإسرائيلية من السفينة، معلّقة: "إنهم هنا".

من جهته، صرّح السفير الألماني في تل أبيب شتيفن زايبرت أن الركاب نقلوا جميعًا إلى "إسرائيل" وهم "سالمون"، وقد طلب منهم مغادرة البلاد، مشيرًا إلى أن برلين عرضت مساعدة قنصلية لمواطن ألماني بينهم.

المقررة الأممية الخاصة لحقوق الإنسان في فلسطين، "فرانشيسكا ألبانيزي"، وصفت الاقتحام بأنه "غير قانوني"، مؤكدة أن "إسرائيل لا تملك أي سلطة لاحتجاز سفينة في المياه الدولية"، وأن الفريق على متن "مادلين" أبلغ الجنود أنهم يحملون مساعدات إنسانية فقط، ولا يشكلون تهديدًا لأمن أحد.

أما نائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة العمل، فعلّقت بالقول: "أدين بشدة اختطاف السفينة مادلين التي كانت تحمل مساعدات إنسانية لغزة. هذا الانتهاك للقانون الدولي يتطلب ردًا حازمًا من الاتحاد الأوروبي. ونعرب عن تضامننا مع المتطوعين المعتقلين، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم".

من جانبه، لم يُخفِ وزير دفاع الاحتلال إسرائيل كاتس نواياه المسبقة، إذ صرّح أمس بأنه "أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى غزة"، مؤكدًا أن "إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها ضد أي محاولة لكسر الحصار".

بدورها، أصدرت حركة حماس بيانًا وصفت فيه العملية بأنها "جريمة قرصنة صهيونية في المياه الدولية واعتداء سافر على الضمير الإنساني"، محمّلة الاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة النشطاء، ومطالبةً بالإفراج الفوري عنهم.

وقال بيان الحركة: "إن اعتراض مادلين ومنعها من إيصال مساعدات رمزية إلى شعبنا الذي يواجه حرب إبادة جماعية يُعد إرهاب دولة منظمًا، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، واعتداءً على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني."

وأضاف: "نحيّي المتضامنين الأحرار من مختلف الجنسيات الذين أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيًا في مواجهة الاحتلال الفاشي."

ودعت الحركة الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية إلى "إدانة هذه الجريمة"، و"التحرّك العاجل لكسر الحصار"، مشيرة إلى أن احتجاز "مادلين" لن يُسكت صوت الأحرار، بل سيزيد عزلة الاحتلال، ويفضح وجهه الإجرامي أمام شعوب العالم.

"مادلين".. السفينة رقم 36 ضمن تحالف أسطول الحرية

تعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يطلقها "تحالف أسطول الحرية"، وهو تحالف دولي يسعى إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ 17 عامًا.

ورغم كل التهديدات "الإسرائيلية" المسبقة، ورغم تعرض عدد من سفن التحالف سابقًا للاعتداء أو الاحتجاز، تواصلت المبادرات الدولية بدعم شعبي متزايد.

وبالتزامن مع اعتراض "مادلين"، انطلقت أمس الأحد فعالية دولية ضخمة تحت عنوان "المسيرة العالمية إلى غزة"، حيث يشارك آلاف المتضامنين من 32 دولة انطلقوا في قوافل برية من عدة دول، في مقدمتها الجزائر وتونس، باتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر، للمطالبة بوقف حرب الإبادة على غزة ورفع الحصار.

وصرّح يحيى صاري، رئيس "المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة"، أن "قافلة الصمود" الجزائرية انطلقت من العاصمة باتجاه تونس، ومنها إلى ليبيا ومصر، للالتحاق بالمسيرة التي ستتجمع يوم الخميس المقبل في القاهرة، قبل التوجه إلى العريش، ومنها سيرًا على الأقدام نحو رفح، حيث يخطط المتظاهرون لنصب خيام احتجاجية قرب المعبر.

وأكد المنظمون أن هذه القوافل تمثل "زخمًا دوليًا غير مسبوق"، وأن لهم ممثلين في معظم دول أوروبا، وأميركا الشمالية والجنوبية، إضافة إلى بلدان عربية وآسيوية.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد