نظّم ناشطون فلسطينيون وأوروبيون، ظهر اليوم الاثنين 9 حزيران/يونيو، وقفة احتجاجية أمام مبنى الحكومة الفيدرالية في العاصمة الألمانية برلين، للمطالبة بالإفراج الفوري عن النشطاء الدوليين الذين اختطفتهم قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بعد اعتراض قارب "مادلين"، الذي كان في طريقه إلى قطاع غزة في محاولة رمزية جديدة لكسر حرب الإبادة والتجويع "الإسرائيلية" ضد أهالي القطاع.

ورفع المحتجون شعارات تندّد بالقرصنة "الإسرائيلية" في عرض البحر، وتدعو إلى التضامن مع ركاب القارب، من ضمنهم صحفيون وشخصيات معروفة، تم اقتيادهم قسرًا إلى ميناء أسدود، بينما لا تزال أماكن احتجازهم مجهولة، وسط صمت دولي مطبق.

وطالب المشاركون في الوقفة الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي بالتحرك العاجل لحماية النشطاء، داعين إلى وقف دعم الاحتلال "الإسرائيلي" ووقف تصدير السلاح إليه، كما طالبوا بإنهاء التواطؤ الأوروبي مع مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة.

وفي هذا السياق، دان المحتجون مشروع التهجير القسري الذي تنفذه "إسرائيل" بدعم من بعض القوى الغربية، وخصّوا بالذكر مشروع الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، الذي يهدف إلى ترحيل سكان غزة، في سياق ما وصفوه بـ"خطة مدمجة لإبادة وتهجير الفلسطينيين من القطاع والضفة الغربية على حدّ سواء".

فيما أقيمت وقفة ثانية، عصر اليوم أمام وزارة الخارجية الألمانية في برلين، تضامنًا مع طاقم سفينة "مادلين" وللمطالبة بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بمشاركة ناشطين ألمان ومتضامنين مع القضية الفلسطينية. ورفع المشاركون شعارات تطالب بحرية الحركة للفلسطينيين في غزة، وندّدوا بالانتهاكات "الإسرائيلية" المستمرة بحق المدنيين في القطاع، بحسب ما أفاد به الناشط والمصوّر الفلسطيني محمد أبو الحسن.

من جهتها، أصدرت شبكة التواصل الفلسطيني في برلين بيانًا ناشدت فيه حكومات دول الاتحاد الأوروبي، وكل من لا يزال يحتفظ بـ"ذرة إنسانية"، أن يتخذوا موقفًا واضحًا وشجاعًا إلى جانب النشطاء المختطفين، وأن يدعموا هذا التحرك السلمي والرمزي في وجه الحصار والقتل الجماعي.

وجاء في البيان: "ندعو الاتحاد الأوروبي إلى إصدار مواقف رسمية تؤكد حماية القارب وركّابه من أي عدوان إسرائيلي محتمل، كما نطالب بإرسال مراقبين دوليين لمرافقة القارب، أو على الأقل مراقبة ما يجري قرب المياه الإقليمية الفلسطينية، وتحذير إسرائيل من مغبة الاعتداء على هذا القارب الإنساني، الذي يحمل رسالة حياة لا تهديدًا".

وحملت الشبكة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة ركاب "مادلين"، كما حمّلت المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية عن صمته، أو تواطئه، إذا ما تُرك هؤلاء النشطاء يواجهون مصير سفن الحرية السابقة التي تم الاعتداء عليها.

كما وجّهت دعوة مفتوحة إلى شعوب العالم الحر وأحرار أوروبا، وألمانيا خاصة، للتظاهر والاحتشاد الشعبي دعمًا لقارب "مادلين"، والضغط على حكوماتهم من أجل الوقوف في صف العدالة والكرامة الإنسانية.

واختتم البيان بنداء: "تصرفوا الآن... وأنقذوا ما تبقى من الإنسانية. هذا هو نداء ناشطي قارب مادلين. فهل من مجيب؟"

وتأتي هذه الوقفة ضمن سلسلة من الفعاليات الشعبية والتضامنية الدولية المتواصلة مع قطاع غزة ضد حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتصاعدة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وسط تصاعد القلق الدولي من التدهور الإنساني غير المسبوق الذي يعاني منه أهالي القطاع، جراء استخدام الاحتلال لسياسة التجويع كأداة من أدوات الإبادة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد