وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" نظام توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة عبر ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكياً و"إسرائيلياً" بأنه "مُهين"، وتحول إلى "مصائد للموت"، داعياً إلى ضرورة تمكين الوكالة من دخول وإيصال المساعدات بشكل آمن ودون عوائق.

وقال "لازاريني" اليوم الثلاثاء 10 حزيران/ يونيو عبر منصة (X): "يوم آخر من توزيع المساعدات في غزة هو يوم آخر من مصائد الموت"، مضيفاً: "الأيام تمضي ولا جديد سوى الإبلاغ عن قتلى وعشرات الجرحى يسقطون عند نقاط التوزيع التي تديرها إسرائيل وشركات الأمن الخاصة".

وتابع لازاريني: "يوماً بعد يوم، تستمر هذه المجزرة الإنسانية، ويُجبر آلاف الجياع والمحتاجين على السير عشرات الكيلومترات، في ظل استثناء الفئات الأشد ضعفاً ومن يعيشون في المناطق البعيدة "، مؤكدًا أن هذا النظام لا يهدف إلى معالجة الجوع، بل يعمق المعاناة الإنسانية.

وشدد لازاريني على أن "إيصال المساعدات وتوزيعها يجب أن يتم بأمان وعلى نطاق واسع"، وأكد أن "في قطاع غزة لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا، التي تمتلك الخبرة والمعرفة والثقة الكاملة من قبل المجتمع المحلي".

ودعا المفوض العام سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إلى رفع الحصار فوراً والسماح للأمم المتحدة بدخول آمن ودون عوائق لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية، معتبراً أن هذه هي "الطريقة الوحيدة لتجنب المجاعة واسعة النطاق التي تهدد حياة أكثر من مليون طفل في القطاع".

كما كشف "لازاريني" أن مستودعات "أونروا" خارج قطاع غزة مليئة بكمية مساعدات تعادل 6 آلاف شاحنة ، مؤكداً أن "ترك الطعام يفسد والأدوية تنتهي صلاحيتها عمداً أمرٌ شنيع لا يليق بإنسانية العالم المتحضر".

وأشار إلى أن نحو 12 ألف موظف في الوكالة ما زالوا يعملون في واحدة من أقسى البيئات الإنسانية وأشدها قسوة، حيث يستمرون في تقديم الخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي والدعم النفسي والاجتماعي رغم نقص التمويل وظروف الحصار الشديد.

وحذر "لازاريني" من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتجه نحو الانهيار الكامل إذا لم تتدخل الجهات الدولية بشكل فوري ومسؤول، مؤكداً أن استمرار تعطيل دخول المساعدات يعكس غياب الضمير الإنساني الدولي.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" قد أكد أن الأزمة في غزة وصلت إلى "مستويات غير مسبوقة من اليأس" حيث لا يزال الناس يعانون من الجوع في جميع أنحاء القطاع، ويضطر الكثيرون إلى المخاطرة بحياتهم بحثا عن الطعام.

وذكر المكتب الأممي أنه يتلقى "المزيد من التقارير عن مقتل وإصابة أشخاص بالقرب من مواقع التوزيع غير التابعة للأمم المتحدة".

ويُقدر شركاء الأمم المتحدة العاملون في مجال الأمن الغذائي بقطاع غزة أن هناك حاجة إلى ما بين 8,000 و10,000 طن متري من دقيق القمح من أجل إيصال كيس واحد على الأقل من الدقيق إلى جميع الأسر في أنحاء القطاع، وذلك لتخفيف الضغط على الأسواق وتقليل اليأس بالإضافة إلى إمدادات غذائية متنوعة أخرى بحسب "أوتشا".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد