شهدت منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة ظهر اليوم الخميس 12 حزيران/ يونيو إضرابًا شاملًا في جميع السلطات المحلية العربية، احتجاجًا على تصاعد عمليات هدم المنازل والمخططات "الإسرائيلية" الرامية إلى اقتلاع السكان الفلسطينيين من أراضيهم.
وتزامن الإضراب مع مظاهرة جماهيرية ضخمة نُظمت أمام مجمع المكاتب الحكومية والمحاكم "الإسرائيلية" في مدينة بئر السبع، شارك فيها الآلاف من أبناء النقب والمجتمع الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون خلال المظاهرة الأعلام السوداء واللافتات المنددة بسياسات الهدم والتهجير، والمطالبة بإلغاء مخطط "شيكلي" الذي يهدف إلى تهويد أراضي النقب وحرمان السكان الفلسطينيين من حقهم في السكن والحياة الكريمة.
وجاءت هذه المظاهرة، تحت عنوان "العهد والوفاء"، ضمن سلسلة خطوات تنظمها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ومنتدى السلطات المحلية، رفضًا لسياسة الاقتلاع والتمييز العنصري.
وردد المشاركون شعارات رافضة لمخطط "شيكلي" وهدم المنازل، من بينها: "لن نرحل"، و"باقون على أرضنا"، و"يحق لأهالي النقب السكن بكرامة"، و"مخطط شيكلي لن يمر".
الإضراب جاء بعد أسابيع من تصعيد السلطات "الإسرائيلية" عمليات الهدم في قرى النقب، حيث تم هدم عشرات المنازل، وسط تهديد يطال المئات من البيوت التي تؤوي آلاف العائلات، لا سيما في القرى غير المعترف بها.
وتعد هذه الإجراءات امتدادًا لسياسات "إسرائيلية" طويلة الأمد تستهدف الوجود الفلسطيني في النقب، وتُنفذ تحت مظلة خطط تهويدية مثل "خطة برافر"، التي تهدف إلى تهجير عشرات الآلاف من البدو الفلسطينيين وتجميعهم في تجمعات حضرية قسرية، دون احترام لحقوقهم التاريخية في الأرض والمسكن.
ومن بين القرى الأكثر تضررًا، قرية السّرة التي هُدمت فيها 16 منشأة في يوم واحد الشهر الماضي، وقرية العراقيب التي هُدمت أكثر من 230 مرة منذ عام 2010، رغم صمود سكانها ومحاولاتهم المتكررة لإعادة بناء منازلهم، ورافق ذلك تزايد في المخالفات والغرامات التي تفرضها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" على السكان في محاولة لردعهم عن البقاء في أراضيهم.
موضوع ذو صلة: مخطط "إسرائيلي" لتغيير ديمغرافيا النقب المحتل واقتلاع 300 ألف فلسطيني
الإجراءات القمعية "الإسرائيلية" أثارت غضب المجتمع الفلسطيني في النقب، الذي عبّر عن رفضه عبر خطوات تصعيدية شملت أيضًا مقاطعة المحال التجارية "الإسرائيلية" في بئر السبع خلال الأسابيع الماضية، ما ألحق خسائر ملموسة، وفقًا لشهادات أصحاب المتاجر.
ودعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب إلى استمرار التصعيد الشعبي وتوحيد الصفوف في مواجهة مخططات التهجير، ودعم العائلات التي فقدت منازلها نتيجة سياسات الهدم.
يُذكر أن المظاهرة الأخيرة تأتي استكمالًا لحراك شعبي متصاعد شهد مظاهرة مماثلة نهاية أيار/ مايو الماضي بعنوان "الكرامة"، نُظّمت أيضًا في بئر السبع، وأكدت تمسك أهالي النقب بحقهم في الأرض والمسكن، ورفضهم لأي محاولة لاقتلاعهم من جذورهم التاريخية.