بدأت النائبة في البرلمان الأوروبي، الفرنسية من أصل فلسطيني، ريما حسن، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على احتجازها في العزل الانفرادي داخل أحد السجون "الإسرائيلية"، بعد اعتقالها إثر مشاركتها في محاولة كسر الحصار عن قطاع غزة عبر سفينة الإغاثة "مادلين".
وأكدت كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي أن حسن دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على ظروف احتجازها القاسية، في وقت وصف فيه مركز "عدالة" هذا الإجراء بأنه "انتهاك جسيم" ومحاولة للضغط النفسي والسياسي على النشطاء المعتقلين.
وكان مركز "عدالة" الحقوقي قد أكد في بيان له أن السلطات "الإسرائيلية" نقلت ريما حسن إلى سجن "نفيه ترتسا"، وهو مركز احتجاز غالبًا ما يُستخدم للنساء، حيث وُضعت في زنزانة انفرادية ضيقة وقذرة جداً، تفتقر إلى النوافذ، وتحوي ثقوبًا في الجدران تؤدي إلى الخارج.
وجاء عزل حسن بعدما كتبت عبارة "الحرية لفلسطين" على أحد جدران سجن "جفعون"، وفق ما أكده المركز.
ومنذ ذلك الحين، منعتها إدارة السجن من الخروج إلى ساحة الفسحة، قبل أن تنقلها لاحقًا إلى زنزانة العزل الانفرادي.
وكانت حسن قد تعرضت لتهديد من قبل ضابط "إسرائيلي" قال : "سنرطم رأسك بالجدار… ونجعلك توقّعين بطريقتنا"! حين رفضت التوقيع على قرار ترحيلها قسرياً من فلسطين بعد اعتقالها.
وفي وقت سابق، قالت النائبة الفرنسية حسن، تعليقاً على قرصنة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سفينة “مادلين” لكسر الحصار إلى قطاع غزة، واعتقال الناشطين عليها، إنها ستنظر إلى جنود الاحتلال كما نظر المناضل الجزائري العربي بن مهيدي إلى المستعمرين عندما اعتقل عام 1957 من قبل فرقة المظليين الفرنسيين، واستشهد في العام ذاته تحت التعذيب في سجون الاستعمار الفرنسي.
ونشرت حسن على منصة (X): "عندما يعتقلوننا، سأنظر إليهم كما نظر العربي بن مهيدي إلى مستعمري أرضه: هادئين، مطمئنين إلى تحرير فلسطين. هم محتلو هذه الأرض، ونحن جذورها"، وتابعت: "نظن أننا نحرر فلسطين، لكن فلسطين هي التي تحررنا أكثر فأكثر كل يوم".
كما كشف مركز "عدالة" أن الناشط البرازيلي "تياغو أفيلا"، الذي كان على متن السفينة ذاتها، نُقل إلى سجن "أيالون" ووُضع أيضًا في العزل الانفرادي، بسبب استمراره في إضراب عن الطعام والماء لليوم الثالث على التوالي.
ووفقاً للبيان، تعاملت سلطات السجن مع "أفيلا" بعدوانية، وهددته بتمديد عزله الانفرادي لسبعة أيام إضافية.
ووصف مركز "عدالة" نقل ناشطي سفينة "مادلين" إلى سجون منفصلة، وعزلهم دون قرار قضائي معلن أو سند قانوني، بأنه "انتهاك جسيم لحقوق المحتجزين" ومحاولة واضحة للضغط عليهم نفسيًا وسياسيًا، خاصة في ظل ظروف احتجاز غير إنسانية.
كما اعتبر "عدالة" هذا الإجراء "الإسرائيلي" بأنه "أول خطوة من نوعها في مسار تصعيدي تجاه ناشطي السفينة" التي حاولت كسر الحصار "الإسرائيلي" عن قطاع غزة.
وطالب المركز الحقوقي السلطات "الإسرائيلية" بوقف إجراءات وسياسة العزل والانتقام التي تمارسها بحق الناشطين"، وتحرير الناشطين، وإعادتهم إلى سفينتهم لإكمال مهمتهم الإنسانية، ومن ثم إلى بلدانهم الأم.
من جهته، أدان "تحالف أسطول الحرية" بشدة لجوء سلطات الاحتلال إلى العزل الانفرادي بحق اثنين من متطوعيه المعتقلين، مؤكداً أن ما تعرضت له النائبة ريما حسن يمثّل اعتداءً مباشراً على برلمانية منتخبة بسبب مواقفها المؤيدة للعدالة ورفع الحصار عن غزة.
وأوضح التحالف في بيانه أن "أفيلا" محتجز في زنزانة صغيرة مظلمة، دون نوافذ أو أي تواصل خارجي، فيما وصفت زوجته "لارا" هذا الإجراء بأنه "محاولة أخرى لمعاقبة صوت يفضح جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني"، مطالبة بالإفراج الفوري عنه وعن سائر الناشطين المحتجزين.
وكانت البحرية "الإسرائيلية" قد استولت على السفينة "مادلين" فجر الإثنين في المياه الدولية، واعتقلت 12 ناشطًا على متنها، خلال محاولتهم كسر الحصار المفروض على غزة ونقل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.
وبعد التحقيق، قامت السلطات "الإسرائيلية" خلال اليومين التاليين بإبعاد أربعة ناشطين بعد أن وقعوا تعهدات بعدم العودة إلى "إسرائيل"، فيما رفض ثمانية آخرون التوقيع على هذه التعهدات، وأمرت محكمة "إسرائيلية" باحتجازهم لفترة قد تمتد إلى أكثر من شهر لحين البت في قرار ترحيلهم.