أطلقت طهران فجر اليوم الأحد 15 حزيران/ يونيو دفعات جديدة من الصواريخ في إطار عملية "الوعد الصادق 3"، مستهدفة مواقع حيوية في تل أبيب وحيفا، ردًا على الضربات "الإسرائيلية" المتواصلة على أراضيها، والتي طالت منشآت نووية ومراكز عسكرية ومدنية.
وأسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 10 أشخاص في عمق كيان الاحتلال الليلة الماضية، بينهم 6 في مدينة بات يام المحاذية لتل أبيب، في حين تجاوز عدد المصابين 200 شخص، مع تسجيل عشرات المفقودين، ما يرفع حصيلة القتلى منذ بدء المواجهة إلى 13 قتيلاً.
وذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن إيران أطلقت نحو 100 صاروخ على دفعتين في أقل من 24 ساعة، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية، خاصة في بات يام، حيث تضرر 61 مبنًى، وأعلنت السلطات "الإسرائيلية" أن ستة منها غير صالحة للسكن وسيتم هدمها.
وفي ظل التصعيد المتواصل، قال رئيس بلدية بات يام: "إن أعمال الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة بسبب خطر انهيار مبانٍ متصدعة، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن ثلاثة مفقودين تحت الأنقاض".
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية عن استهداف منشآت مدنية وعسكرية، منها مقر للوزارة، ومركز أبحاث، ومستودعات للوقود في طهران وقد اشتعلت حرائق ضخمة في العاصمة، وسط انقطاع واسع في التيار الكهربائي، فيما فُعّلت منظومات الدفاع الجوي للتصدي للهجمات "الإسرائيلية".
إيران استخدمت صواريخ فرط صوتي لأول مرة
كشفت وسائل إعلام إيرانية عن استخدام صواريخ "عماد"، "قادر"، و"خيبر" في قصف تل أبيب وحيفا، وهي صواريخ تكتيكية وموجهة تعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس شديدة الانفجار. كما أعلنت وكالة "إرنا" الرسمية عن استخدام صاروخ فرط صوتي للمرة الأولى في الضربة الأحدث على حيفا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين "إسرائيليين" أن أحد الصواريخ أصاب مركزًا بحثيًا حساسًا، ما تسبب في حريق كبير داخل مختبرات متقدمة.
وفي تصريح بارز، قال قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي: "قواتنا ستواصل توجيه ضربات قاسية للكيان الصهيوني باستعداد وجاهزية كاملة… سندافع عن استقلالنا ونظامنا حتى آخر نفس".
وترافقت هذه التصريحات مع تفعيل منظومات الدفاع الجوي في العاصمة الإيرانية طهران، بعد تعرض منشآت مدنية وعسكرية لهجمات "إسرائيلية"، أسفرت عن انفجارات ضخمة وحرائق وانقطاع للكهرباء في مناطق واسعة.
فصائل المقاومة الفلسطينية: الضربات الإيرانية تنتقم لدماء أهل غزة
من جهتها، دانت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان "الإسرائيلي" على إيران، واعتبرته "دليلًا على الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني"، وأكدت أن " يران تدفع ثمن موقفها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني" بحيب تعبيرها.
زفي بيان لها نعت الفصائل الشخصيات العسكرية والسياسية الإيرانية التي استهدفها العدوان "الإسرائيلي" في يومه الأول، مشيدة "بالرد الإيراني"، واصفة إياه بأنه "ساحق ومزلزل" وتابعت: "مشاهد الصواريخ الإيرانية وهي تدك أوكار الصهاينة تبعث الفخر والكرامة، وتبدد وهم التفوق الإسرائيلي"، بحسب تعبيرها.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب العدوان الذي شنه جيش الاحتلال "الاسرائيلي" على إيران بدعم ضمني من الولايات المتحدة، أُطلق عليه اسم "الأسد الصاعد"، واستهدف منشآت نووية وقواعد عسكرية، وأدى إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء بارزين.
ويشهد الشرق الأوسط تصاعدا غير مسبوق في التوتّرات، وسط مخاوف من اتساع نطاق المواجهة بين" إسرائيل" وإيران، مع استمرار الأزمة في قطاع غزة.