تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تنفيذ مخططات هدم واسعة النطاق في مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية، في إطار سياسة تهدف إلى تغيير معالم المخيمات وتهجير سكانها قسرًا، وسط تصعيد عسكري وحصار مشدد مستمر منذ شهور.

في مخيم جنين، شرعت جرافات الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء 17 حزيران/ يونيو بتنفيذ عمليات هدم واسعة للمنازل في حارة "السمران" وسط المخيم. ويأتي ذلك ضمن خطة أعلنت عنها سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي، وتقضي بهدم 95 منزلًا إضافيًا.

ويُذكر أن الاحتلال كان قد هدم 66 بناية في آذار/مارس الماضي، فيما تؤكد بلدية جنين أن نحو 600 منزل دُمّرت بالكامل منذ بدء العدوان قبل خمسة أشهر.

ووفق المعطيات الفلسطينية فإن تنفيذ خطة هدم الـ95 منزلاً الجديدة يعني تدمير نحو 33% من مساحة المخيم السكنية، ما يُنذر بكارثة إنسانية وتوسع غير مسبوق في عمليات التهجير الجماعي بحق السكان.

وفي السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، لليوم الـ142 على التوالي، ولليوم الـ129 على مخيم نور شمس، حيث تواصل الجرافات العسكرية هدم المباني السكنية في أحياء البلاونة، العكاشة، النادي، والسوالمة، لليوم الثاني عشر توالياً.

وبحسب مصادر محلية، فإن هذه العمليات تُنفذ ضمن خطة "إسرائيلية" تهدف إلى هدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس؛ بينها 58 مبنى في مخيم طولكرم تحتوي على أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المحال التجارية، و48 مبنى في نور شمس، تحت ذريعة "فتح طرق عسكرية" وتغيير المعالم الجغرافية للمخيمات.

وأثناء عمليات الهدم التي جرت اليوم أُصيب الفلسطيني زياد شكري الجلاد (55 عامًا)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، برصاص الاحتلال في قدمه أثناء تواجده في أحد أحياء المدينة.

وأدى العدوان "الإسرائيلي" على طولكرم أدى حتى الآن إلى استشهاد 13 فلسطينيا ً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين. كما خلف دمارًا هائلًا في البنية التحتية، وشبكات المياه والكهرباء، والمحال التجارية، والمركبات.

وتسببت الاحتلال في تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد عن 25 ألف فلسطيني، مع تدمير 400 منزل بشكل كلي وتضرر 2573 منزلًا بشكل جزئي، وسط استمرار إغلاق المداخل بالسواتر وتحويل المخيمين إلى مناطق أشبه بالمهجّرة.

في حين تفرض قوات الاحتلال حصاراً مطبقاً على المخيمين، وتنتشر بآلياتها الثقيلة في الأزقة والمداخل، وتُطلق النار على كل من يحاول الاقتراب من منزله لتفقده أو إنقاذ مقتنياته، مما يفاقم الكارثة الإنسانية في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد