مع تزايد أعداد العائدين إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، وجّه عدد من النشطاء من أبناء المخيم، نيابةً عن الأهالي، رسالةً مفتوحة إلى المهندسة رولا موعد، رئيسة بلدية اليرموك، طالبوا فيها بتوضيحات حول الدور الحالي للبلدية، في ظل التدهور الحاد في الخدمات الأساسية، وانهيار البنية التحتية، مؤكدين أن الأوضاع الراهنة تعيق عودة الأهالي، رغم ارتفاع منسوب الأمل بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقد حملت الرسالة، التي اتسمت بطابع مدني وحقوقي، جملةً من الأسئلة المحورية، من بينها: ما هو الدور الفعلي الذي تضطلع به البلدية حالياً؟ ما هي الأعمال المنفّذة على الأرض؟ وما طبيعة الخدمات المتوفرة للعائدين؟ كما طالبت الرسالة بالكشف عن عدد الموظفين، وآليات النظافة الموجودة، وخطة العمل المعتمدة للنهوض بواقع المخيم. وتساءل الموقّعون عن التبعية الإدارية للبلدية، وإن كانت لجنة محلية مستقلة أم تتبع لمحافظة دمشق.
الأهالي: النفايات تحاصر البيوت، والمياه والكهرباء منعدمتان
ولم تقتصر النداءات على الرسالة المكتوبة، بل أعربت عدة لاجئات من سكان المخيم عن معاناتهن اليومية، وفي مقدمتهن رحاب نجم، التي تحدثت عن دور سابق مشهود للمهندسة رولا موعد، مشيرة إلى أنها كانت "من أرقى المهندسات اللواتي عرفتهن لجنة المخيم"، وتميّزت برفضها للمحسوبيات أثناء إزالة المخالفات، مما أكسبها احترام الأهالي.
وقالت رحاب: "اليوم، ومع ازدياد عدد العائدين، نأمل منها مضاعفة عدد مركبات النظافة، وتأمين مكب نفايات بعيد عن المناطق السكنية، وربط شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل كامل، لأن الأهالي لا يستطيعون تحمّل نفقات شراء المياه في ظل الانهيار المعيشي وتدني الأجور".
كما دعت موعد إلى التنسيق مع وكالة "الأونروا" لتعويض غياب الخدمات، خاصةً بعد توقف المساعدات المالية والغذائية، حتى عن كبار السن. واعتبرت أن أي مشروع لإعادة الإعمار أو مبادرة تنموية سيكون بمثابة أمل جديد في وجه واقع بالغ القسوة، مضيفة: "نأمل ألا تهمل هذه الرسائل. النفايات باتت لا تحتمل، والحياة لا تطاق وسط هذا الإهمال".
أما اللاجئة باسمة الخجا، فدعت أعضاء بلدية اليرموك إلى جولة ميدانية فورية، تبدأ من مدخل المخيم وحتى أعمق أزقته، وقالت: "النفايات منتشرة، والردميات تملأ الشوارع، خصوصاً في منطقة دير ياسين الخامسة. يجب فرض غرامات على من يُلقي القمامة خارج الحاويات".
وأضافت: "والله، لو وجدت مبادرة لتنظيف الشوارع، لكنت أول المتطوعين. عدنا لنعيش، وهمّنا اليوم إعادة إعمار ما تهدّم، وإحياء شارع اليرموك بهمة الشرفاء".
كما انتقدت باسمة الارتفاع الجنوني في أسعار الإيجارات، مشيرة إلى أن الأهالي لم يعودوا يثقون بالتصريحات الإعلامية الشكلية، التي وصفتها بـ"السراب". وتابعت: "من لا يعمل للصالح العام، فليترك المجال لمن يستطيع. فالمياه والكهرباء والنظافة أولويات لا يمكن التنازل عنها، وهي حقوق أساسية لنا كلاجئين نطمح إلى حياة كريمة".
من جهتها، أكدت اللاجئة أم باسل السعدي أن المخيم يعاني غياباً تاماً للبنية التحتية، وعلى رأسها المياه والكهرباء والصرف الصحي، مشددة على أن "الاهتمام بخدمات النظافة والمياه هو أكثر ما يحتاجه الأهالي حالياً".
وفي ظل هذه النداءات المتكررة، يترقّب سكان مخيم اليرموك خطوات فعلية من بلدية اليرموك، وعلى رأسها المهندسة رولا موعد، لإعادة الحياة إلى المخيم الذي لطالما اعتبره الفلسطينيون في سوريا عاصمة شتاتهم.
موضوع ذو صلة: مخيم اليرموك: عودة خجولة وسط انعدام مقومات الحياة