كشفت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بلغ حتى آب/ أغسطس 2023 نحو 5.9 مليون لاجئ، يتوزعون في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات.
وبيّن الإحصاء أنّ نسبة اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة تصل إلى 42% (15% في الضفة الغربية، و27% في غزة)، بينما يتوزع الباقون في الأردن (40%)، ولبنان (8%)، وسوريا (10%).
وأشار الجهاز إلى أنّ هذه الأرقام لا تمثل إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين، نظراً لوجود أعداد كبيرة غير مسجّلة، لا سيّما من الذين شُرّدوا بعد عام 1949 وحتى حرب حزيران 1967.
وفي الضفة الغربية، تتصاعد موجات النزوح القسري من مخيمات اللاجئين نتيجة العدوان "الإسرائيلي" المتواصل، خصوصاً بعد عملية "السور الحديدي" التي طالت مخيمات جنين وطولكرم وطوباس.
وتشير تقديرات "أونروا"، التي نقلها تقرير الإحصاء، إلى نزوح أكثر من 42 ألف فلسطيني من مخيمات شمال الضفة، بينهم 21 ألفاً من جنين ومحيطها، ما يمثل حوالي 30% من سكان المدينة والمخيم، فيما غادر معظم سكان مخيمي طولكرم ونور شمس، البالغ عددهم قرابة 19 ألف لاجئ، منازلهم المدمّرة، ولجأوا إلى أماكن مؤقتة كالمساجد والمدارس.
أما في قطاع غزة، فقد أدت العمليات العسكرية المكثفة منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى نزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل 2.2 مليون، أي ما نسبته أكثر من 90% من سكان القطاع، يعيش أغلبهم في ظروف إنسانية مأساوية داخل مخيمات وخيام ومراكز إيواء مؤقتة، حيث يشكّل اللاجئون نحو 66% من سكان القطاع.
وفي سياق الأرقام الدامية، أكّد جهاز الإحصاء الفلسطيني أن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم تجاوز 156 ألف شهيد، بينهم أكثر من 55 ألف شهيد في قطاع غزة وحده منذ بداية العدوان الحالي وحتى 18 حزيران/ يونيو 2025.
وتشير الإحصائيات إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألف امرأة، إضافة إلى 219 صحفياً، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي الضفة الغربية، بلغ عدد الشهداء منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 991 شهيداً، في ظل تصعيد عسكري مستمر، وحملات اقتحام واعتقالات جماعية.
كما أوضحت الإحصاءات أن نحو 39,384 طفلاً في غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما خلال العدوان، بينهم نحو 17,000 طفل فقدوا الوالدين معاً، في مأساة إنسانية كبرى تهدد الأجيال القادمة من دون أي أفق للحماية أو الرعاية.
نكبة مستمرة: تطهير عرقي وإحلال سكاني
ورصد الجهاز المركزي للإحصاء جانباً تاريخياً من النكبة الفلسطينية، مؤكداً أن التهجير القسري المستمر منذ عام 1948 يشكّل عملية تطهير عرقي ممنهجة. ففي عام 1914، كان عدد السكان في فلسطين التاريخية نحو 690 ألف نسمة، شكّل اليهود 8% منهم فقط. إلا أنّ الهجرات اليهودية المتلاحقة بين عامي 1932 و1947 أدّت إلى تدفّق أكثر من 318 ألف يهودي، وفي الفترة ما بين 1948 و2023 تجاوز عدد اليهود الوافدين إلى فلسطين 3.3 مليون شخص.
ورغم تهجير مليون فلسطيني عام 1948، وأكثر من 200 ألف بعد حرب عام 1967، إلا أن عدد سكان "دولة فلسطين" اليوم يُقدّر بنحو 5.5 مليون نسمة (3.4 مليون في الضفة الغربية، و2.1 مليون في قطاع غزة)، بينما يُقدّر عدد الفلسطينيين في العالم بحلول منتصف عام 2025 بنحو 15.2 مليون نسمة، نصفهم تقريباً في الشتات، منهم 6.5 مليون في الدول العربية.