شنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، منذ فجر اليوم الاثنين 23 حزيران/يونيو، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، طالت أكثر من 40 فلسطينيًا، بينهم فتية وأسرى محررون، إلى جانب عمليات هدم واقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى المبارك.
وتركزت الاعتقالات في محافظات الخليل ورام الله وقلقيلية وأريحا، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واحتجزت العشرات لساعات طويلة، وأخضعت بعضهم لتحقيقات ميدانية.
وفي مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطيني إياد محمد براقة ونجله علي (17 عامًا)، بعد اقتحام منزلهما وتفتيشه، وفق ما أفاد به عيد براهمة، مسؤول نادي الأسير في محافظة أريحا والأغوار.
وفي سياق موازٍ، واصلت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في مدينتي طولكرم وجنين، مع استمرار حملة الهدم في مخيم نور شمس، والتي طالت منازل ومرافق في حارة العيادة.
كما اعتقلت الأسير المحرر بهاء عوض، وجميل علي عبد الكريم ونجله صهيب من بلدة بدرس غرب رام الله.
وشهدت الخليل جنوبي الضفة اعتقال 11 فلسطينياً عقب اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينيين من بلدات عدة، بعد مداهمتها والاعتداء على ساكنيها والمعتقلين بالضرب المبرح.
كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
وفي تطور آخر، أقدمت قوات الاحتلال على هدم غرفة زراعية تعود إلى عائلة ربحي نمر مصطفى عاصي في بلدة بيت لقيا غرب رام الله، ضمن سياستها المستمرة في تجريف الأراضي واستهداف ممتلكات الفلسطينيين.
أما في القدس المحتلة، فقد صعّدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها القمعية والتضييقية، حيث تواصل لليوم الثاني على التوالي إغلاق المسجد الأقصى المبارك، ومنع دخول المصلين، في محاولة لفرض السيطرة عليه وطمس هويته الإسلامية، بحسب محافظة القدس.
وقد اقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس المصلى القديم في المسجد الأقصى، وعبثت بمحتوياته بعد كسر الخزائن وتفتيش المكان بوحشية.
وخلال الاقتحام، اعتقلت أربعة من حراس المسجد، وهم: محمد عرباش، رمزي الزعانين، باسم أبو جمعة، وإياد عودة.
في السياق ذاته، أقام مستوطنون "إسرائيليون" حفلاً استفزازيًا قرب مدرسة عرب الكعابنة الأساسية في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا، تحت حماية جيش الاحتلال.
وذكر حسن مليحات، المشرف على منظمة "البيدر"، أن المستوطنين اقتحموا المنطقة فجرًا، مستخدمين مكبرات الصوت لبث شعارات دينية استفزازية.
ويأتي هذا التصعيد الشامل في مختلف المحافظات الفلسطينية ضمن سياق الانتهاكات اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والتي تصاعدت منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.