عادت كرة القدم إلى مخيم اليرموك بعد سنوات من الانقطاع القسري جرّاء الحرب السورية وتدمير المخيم من قبل النظام السوري، حيث احتضن المخيم أول بطولة كروية منذ سنوات.
وشهد ملعب النادي العربي الفلسطيني المباراة النهائية بين فريق براعم مخيم اليرموك، بطلاً لـ"دوري المخيمات الفلسطينية لكرة القدم"، في ختام منافسات حماسية جمعت ثماني فرق تمثل مخيمات وتجمعات فلسطينية من محيط دمشق.
البطولة، وهي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة داخل المخيم، جرى تنظيمها برعاية المؤسسة الألمانية الرياضية bunt kickt gut، وبدعم من لجنة مخيم اليرموك التي استضافت فعاليات الدوري، وسط حضور لافت من الأهالي ووجهاء المجتمع المحلي، وبتعاون نشط من القائمين على العمل الرياضي في المنطقة.
ضمّت البطولة فرقاً تمثل المخيمات والتجمعات التالية: مخيم اليرموك، مخيم الحسينية، مخيم السبينة، مخيم جرمانا، السيدة زينب، خان دنون، مخيم خان الشيح ومنطقة زاكية.
وجرت المباريات بروح رياضية عالية ومستوى فني مشجع، توج في ختامها فريق براعم مخيم اليرموك بطلا للدوري، في لحظة اعتبرت أكثر من مجرد فوز رياضي، بل إحياء لروح المخيم.
وقال أحد منظّمي البطولة في تصريح لصفحة محلية: "هذه الفعالية تمثل عودة الحياة والفرح إلى ملاعب المخيم، وتؤكد أن الرياضة تبقى مساحة لدمج الأطفال في الأنشطة رغم كل الظروف الصعبة".
وكان مخيم اليرموك، الذي يعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، قد شهد توقفا للأنشطة الرياضية منذ حصاره عام 2013، كما تعرض لتدمير واسع لمنشآته الرياضية وبناه العمرانية والتحتية، بفعل الهجمات العسكرية التي شنها النظام السوري، ما أدى إلى تهجير معظم سكانه وتجميد الحياة المجتمعية فيه، بما فيها الرياضة.
لكن مع عودة المزيد من الأهالي إلى المخيم، بدأت مؤشرات عودة العديد من مظاهر الحياة تدريجياً، ومنها الرياضية، وسط محاولات أهلية لإعادة إنعاش الفعاليات الرياضية والثقافية، رغم غياب الدعم الرسمي من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ودوائر السلطة المعنية بشؤون الرياضة.