توفي رضيعان في قطاع غزة، يوم الخميس 27 حزيران/ يونيو، نتيجة سوء التغذية ونفاد حليب الأطفال، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" واستمرار حرب الإبادة الجماعية، مع إغلاق المعابر الحيوية ومنع تدفق المساعدات أو توزيعها عبر المنظمات الإنسانية والإغاثية.
وشيّعت عائلتا الرضيعين جثمانيهما من مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد أن فارقا الحياة نتيجة الحرمان من أبسط حقوق الرعاية الصحية والغذائية.
وأفادت العائلتان لوكالة "الأناضول" أن الطفلين قضيا بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية، إلى جانب نقص الأدوية. وقال محمود شراب، عم الرضيع نضال (5 أشهر)، إن ابن أخيه توفي نتيجة نقص الغذاء وعدم توفر الحليب. وأشار إلى وجود حالات مماثلة في المستشفى تستدعي تدخلاً عاجلاً لإدخال الحليب العلاجي والغذاء المناسب للأطفال.
أما محمد الهمص، والد الرضيعة كندة (10 أيام)، فأكد أن طفلته توفيت جراء سوء التغذية ونقص الأدوية.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا سوء التغذية من الأطفال ارتفع إلى 57 طفلاً، فيما يواجه نحو 65 ألف طفل المصير ذاته.
ووفق إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتاريخ 25 أيار/ مايو الماضي، فإن عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء في القطاع بلغ 242 حالة، معظمهم من الأطفال وكبار السن.
من جهتها، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنه في شهر أيار/ مايو فقط، تم إدخال أكثر من 5 آلاف طفل لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد. وأوضحت أن هذا يمثل زيادة بنسبة تقارب 50% مقارنة بشهر نيسان/ أبريل، وزيادة بنسبة 150% مقارنة بشهر شباط/ فبراير، مؤكدة ضرورة وصول المساعدات الإنسانية ورفع الحصار فوراً.
وفي 19 حزيران/ يونيو الماضي، حذّر مستشفيان في غزة من "كارثة صحية" وشيكة تهدد حياة الرضّع جراء نفاد حليب الأطفال. وقال جميل علي، مدير مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة، في بيان: "نطلق نداءً عاجلاً من قلب المعاناة في غزة، حيث يواجه الأطفال كارثة صحية حقيقية؛ بسبب الانقطاع التام لحليب الأطفال".
وأضاف: "المستشفى لا يملك حالياً أي علبة حليب واحدة، رغم استقباله يومياً العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وضعف الامتصاص"، واصفاً الوضع بأنه "أزمة إنسانية حقيقية بحق الطفولة"، وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بـ"التحرك الفوري لتوفير الحليب وإنقاذ حياة الأطفال في غزة".
في السياق ذاته، حذّر الطبيب أحمد الفرا، مدير مبنى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، من خطر وشيك يهدد حياة المواليد الجدد، قائلاً: "خلال 48 ساعة، قد نبدأ بفقدان أرواح أطفال خدّج ورضّع بسبب نفاد الحليب المخصص لهم".
ومنذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، يُغلق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المعابر الحيوية، ويمنع إدخال الغذاء والمساعدات الإنسانية، في تكريس لسياسة التجويع الممنهجة بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، ما أدى إلى انتشار المجاعة، وسط تحذيرات أممية من كارثة العطش التي تهدد حياة آلاف المدنيين.