ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجازر جديدة بحق سكان قطاع غزة مع استمرار حرب الإبادة، واستهدفت الغارات "الإسرائيلية" النازحين وتجمعاتهم ونقاط توزيع المساعدات، ما أسفر عن ارتقاء المزيد من الفلسطينيين المجوعين وسط وجنوب القطاع، كما شهدت الساعات الأخيرة نهب مجموعة من العصابات المدعومة من الاحتلال للعشرات من شاحنات المساعدات.

وسجلت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس منذ فجر اليوم الجمعة 27 حزيران/ يونيو، إلى 36 شهيداً بينهم 7 من منتظري المساعدات ارتقوا بنيران وغارات الاحتلال المتواصلة على جنوبي القطاع.

وكانت وزارة الداخلية بقطاع غزة قد أعلنت عن استشهاد 3 من عناصر الشرطة وفلسطينيين آخرين، إثر قصف جوي "إسرائيلي" استهدف قوة أمنية أثناء ملاحقتها مجموعة من "اللصوص وعملاء الاحتلال" غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وقالت الوزارة في بيان: إن "قوة من الشرطة تعرضت لاستهداف مركبتها من قبل طائرات الاحتلال خلال مطاردتها مجموعة من اللصوص وعملاء الاحتلال مساء الخميس بمنطقة أصداء غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 3 من عناصرها ومواطنين آخرين"، دون تحديد عددهم.

وأضافت أن: "المنظومة الشرطية والأمنية في غزة تواصل أداء واجبها تجاه أبناء شعبنا، برغم كل ما تتعرض له من استهداف ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر القصف والقتل بشكل يومي، وإن ذلك لن يفت في عضدنا ولن يفلح في كسر إرادتنا".

وفي وقت سابق، استشهد فلسطينييان اثنان وأصيب آخرون جراء قصف شنه الاحتلال على خيمة تؤوي نازحين في المواصي غرب مدينة خان يونس.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد الطبيب أيمن سليمان أبو طير، وابنة أخيه أميرة محمد أبو طير، جراء قصف الاحتلال خيمة في شارع 5 بالمواصي، ليلتحق بوالدته وزوجته وأطفاله الذين استشهدوا خلال الحرب.

كما أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وصول جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا بنيران أطلقتها طائرات الاحتلال المسيّرة على بلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرق المدينة.

بينما بمدينة رفح أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، جراء إطلاق الاحتلال النار على الفلسطينيين في منطقة الشاكوش قرب نقطة توزيع مساعدات شمال غرب المدينة.

وفي استهداف آخر، ارتقى فلسطيني في قصف "إسرائيلي" طال بلدة القرارة شمال خان يونس، وجرى نقله إلى مجمع ناصر الطبي.

أما بمدينة غزة، ارتقى 10 فلسطينيين بينهم الصحفي أحمد سعد فيما أصيب آخرون باستهداف الاحتلال تجمعا للفلسطينيين بالقرب من مدرسة شعبان الريس في حي التفاح، وتم نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في المدينة.

كما استشهد صياد فلسطيني برصاص بحرية الاحتلال على شاطئ بحر مدينة غزة بينما شهد حيّا الشجاعية والتفاح شرق المدينة قصفاً مدفعياً عنيفاً إلى جانب تنفيذ جيش الاحتلال عمليات تدمير ضخمة لمنازل ومبان في المنطقة، وتفجير "روبوتات" مفخخة في محيط شارع مسعود شرق بلدة جباليا شمال القطاع.

وأوردت مصادر طبية استشهاد اثنين وإصابة آخرين في قصف "إسرائيلي" استهدف منزلا في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.

إلى ذلك، أفاد مستشفى العودة بالنصيرات بارتقاء فلسطيني وجرح 43 آخرين جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في شارع صلاح الدين وسط القطاع.

كذلك ارتقى 6 فلسطينيين وأصيب عدد آخر جراء قصف "إسرائيلي" استهدف مجموعة من الفلسطينيين في مخيّم البريج وسط قطاع غزة بحسب ما أفاد بع مصدر بمستشفى العودة.

 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية

في سياق آخر، حذّر مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال، مؤكدًا أن نحو 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الصحي والإنساني في القطاع المحاصر.

وقال مدير الإغاثة الطبية محمد أبو عفش في تصريح لقناة الجزيرة، إن: "الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ونتوقع وفاة عدد كبير من الأطفال ما لم يتم التدخل بشكل جاد وفوري"، مشددًا على "ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال حليب الأطفال والدواء".

وقد شهدت مدينة خان يونس تشييع عدد من الأطفال الذين ارتقوا جراء سوء التغذية في مجمع ناصر الطبي جنوبي قطاع غزة.

وأشار أبو عفش إلى أن العديد من العمليات الجراحية تم تأجيلها بسبب النقص الحاد في الكوادر والمستلزمات الطبية، إضافة إلى نفاد الأدوية الأساسية في المستشفيات.

من جهتها، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، مؤكدة أن استمرار الحصار يعيق بشكل خطير إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية، ويحول مراكز توزيع الإغاثة التي تديرها وتحميها قوات الاحتلال إلى "مناطق قتل"، ما يعرّض حياة المدنيين للخطر، خصوصًا الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.

وفي بيان صدر عنها، شددت "أونروا" على أن "الحصول على الطعام حق أساسي من حقوق الإنسان"، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال تعرقل بشكل ممنهج وصول الغذاء إلى سكان القطاع.

وأكدت الوكالة أن رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات على نطاق واسع، بما في ذلك عبر "أونروا"، هو أمر ملحّ لإنقاذ أرواح آلاف الأطفال والمرضى، ومنع وقوع كارثة إنسانية أشد فتكًا.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد