ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجازر جديدة بحق النازحين والمجوعين، عبر استهداف عدة مدارس إيواء ونقاط توزيع مساعدات، فيما تتواصل عمليات تفجير المنازل السكنية، في الوقت الذي جدّد فيه الاحتلال مطالبته للسكان بالنزوح من مناطق شمالي القطاع والتوجه جنوبًا.
وأفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة بأن حصيلة الشهداء ارتفعت منذ فجر اليوم، الاثنين 30 حزيران/يونيو، إلى 32 شهيدًا، جراء الغارات التي استهدفت مناطق متفرقة في القطاع.
وفي اليوم الـ105 من استئناف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 11 مركزًا لإيواء النازحين خلال شهر حزيران/يونيو، في هجمات وصفها بأنها "جريمة تعكس استهتار الاحتلال الصريح بالقانون الدولي".
وأكد المكتب أن هذه الاعتداءات المتكررة على أماكن تؤوي المدنيين المهجرين قسريًا تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، وتظهر طبيعة السياسة "الإسرائيلية" القائمة على استهداف البنى التحتية المدنية وحرمان السكان من أي ملاذ آمن.
وشهدت مدينة غزة تصعيدًا خطيرًا في القصف "الإسرائيلي"، حيث استهدفت طائرات الاحتلال "مدرسة يافا" في حي التفاح، والتي تأوي أعدادًا كبيرة من النازحين، ما أدى إلى وقوع إصابات.
كما قصفت مدرسة "الفلاح" في حي الزيتون شرقي المدينة، وهي أيضًا مركز لإيواء النازحين. وفي شارع السكة بحي الزيتون جنوب شرقي المدينة، استشهد فلسطيني جراء قصف نفذته طائرة مُسيّرة "إسرائيلية"، بحسب ما أكده مصدر في المستشفى المعمداني.
فيما أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء باستشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة آخرين، جراء غارة "إسرائيلية" على مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.
شمالي القطاع، جدّد جيش الاحتلال أوامره بإخلاء مناطق واسعة، شملت مدينة غزة، جباليا، ومناطق أخرى، مطالبًا المدنيين بـ"الإخلاء الفوري غربًا ثم جنوبًا عبر طريق الرشيد"، رغم صعوبة التحرك وانعدام الممرات الآمنة.
وقد حذّرت الأمم المتحدة من أن هذه الأوامر القسرية تدفع بمئات الآلاف من السكان نحو مخاطر إنسانية مضاعفة، في ظل نقص حاد في الغذاء، والمياه، والرعاية الطبية، والمأوى الآمن.
وفي جنوبي القطاع، تواصلت المجازر "الإسرائيلية" في خان يونس، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد أربعة فلسطينيين، في قصف استهدف وسط وشمالي المدينة.
كما استهدف الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن وقوع إصابات، لم تُحدّد حصيلتها بعد.
كارثة صحية تهدد الأطفال في قطاع غزة
في سياق موازٍ، أعلن مجمع ناصر الطبي تسجيل رقم قياسي من الإصابات بـ"الحمى الشوكية" بين الأطفال، حيث تم تسجيل 35 حالة مؤكدة حتى صباح اليوم.
وأوضحت إدارة المجمع أن ما يجري يعد "كارثة صحية"، مشيرة إلى أن الفحوصات أظهرت ارتفاعًا كبيرًا في أرقام الخلايا، ما يؤكد أن العدوى من النوع البكتيري شديد الخطورة.
وأكد أحد الأطباء المختصين أن هذا المرض يشكّل تهديدًا مباشرًا لقدرات الأطفال العقلية والحسية والحركية، داعيًا إلى تدخل عاجل وفعّال من المؤسسات الصحية والدولية للحد من انتشار المرض، وتقديم الرعاية اللازمة.
انهيار الرعاية الصحية يعرّض كبار السن للخطر
كما حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن انهيار نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة يعرّض جميع السكان للخطر، وبشكل خاص كبار السن، الذين أصبحوا أكثر عرضة للموت بسبب نقص الرعاية، والأدوية، والكوادر الطبية.
وأكدت "أونروا" أن النظام الصحي في القطاع "أصبح عاجزًا عن تلبية أدنى الاحتياجات"، مشددة على الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لحماية الفئات الأضعف، وعلى رأسها كبار السن، والأطفال، وذوو الأمراض المزمنة.
من جهته، أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أن القطاع يمر بمرحلة "بالغة الخطورة" فيما يتعلق بالأطفال، لا سيما حديثي الولادة، مشيرًا إلى تفشي أمراض خطيرة مثل الحمى الشوكية، التي انتشرت في مناطق النزوح والمخيمات.
ودعا رئيس الشبكة، في تصريحات لقناة الجزيرة، إلى الضغط الدولي الفوري على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر، وإرسال طواقم طبية متخصصة لعلاج الأطفال الخدّج والأمراض الوبائية المنتشرة في القطاع.