أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الاثنين 30 حزيران/يونيو، عن استشهاد المعتقل الإداري لؤي فيصل محمد نصر الله (22 عامًا) من مدينة جنين، في مستشفى "سوروكا" التابع للاحتلال، بعد نقله من سجن النقب، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن ظروف استشهاده.
ووفق ما أفادت به هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، فقد أبلغت الجهات المختصة بخبر استشهاد نصر الله، الذي كان معتقلا إداريا منذ 26 آذار/مارس 2024، دون محاكمة أو توجيه تهم، وهو ما يسلط الضوء مجددا على سياسة الاعتقال الإداري التعسفي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في بيان مشترك: إن الشهيد نصر الله يضاف إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا نتيجة جرائم منظمة تمارس داخل سجون الاحتلال، وعلى رأسها التعذيب، والحرمان، والقتل الطبي المتعمد، والتجويع.
وأشارت المؤسستان إلى أن سجن النقب، الذي احتجز فيه الشهيد، يعد من أخطر السجون التي سجلت فيها انتهاكات جسيمة بحق الأسرى، أبرزها انتشار مرض الجرب (سكابيس)، والذي تحول بفعل الإهمال الطبي المتعمد إلى وسيلة قتل صامتة.
ووفق شهادة عائلة الشهيد، فإنه لم يكن يعاني أي مشاكل صحية قبل اعتقاله، ما يثير شكوكا قوية حول تعرضه للتعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد داخل الأسر.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن هذه الجريمة تعكس وجها آخر من أوجه الإبادة التي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث تمثل منظومة السجون "الإسرائيلية" بيئة ممنهجة للتنكيل والتصفية الجسدية، عبر سياسات مدروسة ترمي إلى قتل الأسرى ببطء.
كما حمّلت المؤسستان سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل نصر الله، وطالبتا المنظومة الحقوقية الدولية بتحمّل مسؤولياتها، والتحرك العاجل لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الأسرى، وفرض عقوبات دولية صارمة تنهي حالة الحصانة التي يتمتع بها الاحتلال، وتعيد للعدالة الدولية دورها في وقف هذه الجرائم والاعتداءات المتواصلة.
وباستشهاد نصر الله، يرتفع عدد شهداء الأسرى منذ بدء الحرب والإبادة الجماعية إلى 73 شهيدًا ممن تم التعرف على هوياتهم، في ظل استمرار الاحتلال بارتكاب جرائم الإخفاء القسري بحق المعتقلين من قطاع غزة.
وبذلك، يصل إجمالي عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 310 شهداء، فيما تتزايد المخاوف من ارتفاع هذا العدد في ظل ظروف الاعتقال القاسية، وتفشي الأمراض، والتعذيب الجسدي والنفسي، واستمرار سياسة العزل والإذلال.