يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب مجازره الوحشية بحق الأهالي والنازحين وطالبي المساعدات في قطاع غزة، ممثلة بغارات طالت مجدداً نقاط توزيع المساعدات إلى جانب تجمعات الفلسطينيين، في ظل تحذيرات مستمرة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من قتل المدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على الطعام، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع المحاصر.

وأفاد مصادر في مستشفيات غزة بارتقاء أكثر من 51 فلسطينيًا منذ فجر اليوم الثلاثاء 1 تموز/ يوليو، بينهم 16 من منتظري المساعدات، الذين جرى استهدافهم في أماكن عدة جنوب ووسط قطاع غزة.

فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستقبال 116 شهيدًا و463 مصابًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، في الوقت الذي أكدت فيه ارتفاع ضحايا العدوان "الإسرائيلي" إلى56 ألفا و647 شهيدا و134 ألفا و105 مصابين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد ارتكب مجزرة مروعة مساء أمس في قصف استهدف مقهى على شاطئ بحر مدينة غزة، وأدى لاستشهاد 33 شخصاً بينهم صحفي ونساء وأطفال.

كما استشهد المبادر والناشط المجتمعي "عمر زينو" بقصف الاحتلال كافتيريا "الباقة" على شاطئ بحر مدينة غزة.

وفي التفاصيل، استشهد 10 فلسطينيين وتم فقد 3 آخرين، إثر قصف "إسرائيلي" على منزل عائلتي الزناتي والحلاق في مخيم خان يونس جنوبي القطاع، في حين أصيب 15 آخرين، وفق مصادر محلية.

وفي السياق استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرين في قصف بطائرة مسيرة استهدف مجموعة من الأهالي في شارع "الجرجير" ببلدة جباليا شمالي القطاع.

كما استشهد 6 آخرين وأصيب أكثر من 30 فلسطينيًا، إثر قصف خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي خان يونس، عرف منهم الطفلة حور عدوان (11 عامًا).

وواصل جيش الاحتلال عدوانه، عبر استهداف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم المغازي وسط القطاع، ارتقى خلالها فلسطينيان وأصيب آخرين، فيما ارتقى فلسطيني آخر بقصف من مسيرة "إسرائيلية" بقصف على منطقة الحساينة، غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.

بينما شهدت مدينة غزة اليوم غارات مكثفة شنها الجيش "الإسرائيلي" على الأحياء الشرقية ومنها حي الزيتون ما أسفر عن ارتقاء شهيد، مع استمرار القصف المدفعي العنيف.

فيما أفاد مجمع ناصر الطبي في غزة باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من 15 آخرين، جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منزلا في مدينة خان يونس.

وأشار الطاقم الطبي إلى أن المصابين يعانون من جروح متفاوتة الخطورة، وسط أوضاع صحية متدهورة ونقص في الإمدادات الطبية نتيجة الحصار المستمر.

وكان جيش الاحتلال قد دمر مربعا سكنيا كاملا في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن دمار هائل.

وفي غضون ذلك، شن الجيش "الإسرائيلي" قصفا مدفعيا استهدف محيط منطقة الكتيبة وشارع 5 في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ويواصل الاحتلال استهداف منتظري المساعدات، حيث ذكرت مصادر محلية استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين، جراء استهدافهم برصاص الاحتلال ومدفعيه بالقرب من محور "نتساريم" جنوبي مدينة غزة.

وأفادت المصادر أيضًا، باستشهاد 6 آخرين بالقرب من مركز توزيع المساعدات، بشارع الطينة جنوب غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

ووسط قطاع غزة، أفاد مستشفى العودة في النصيرات باستشهاد فلسطيني وإصابة 44 بسبب استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" منتظري المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة.

وكذلك ارتقى 3 فلسطينيين أصيب آخرون جراء استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات شرق دوار النابلسي غرب مدينة غزة.

نفاد الوقود في غزة يوقف خدمات طبية حيوية وتحذيرات من تفشي الأوبئة

وفي سياق موازٍ، حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، من توقف خدمات حيوية في المستشفيات بسبب نفاد الوقود، ما يهدد حياة مئات المرضى والجرحى في ظل استمرار العدوان والحصار "الإسرائيلي" الخانق.

وأعلن مجمع الشفاء الطبي في غزة عن توقف خدمات غسيل الكلى بشكل كامل نتيجة نفاد الوقود، محذرًا من أن الاستمرار في هذا الوضع يعني "الموت المحتم" للمرضى. وقال مدير المجمع في تصريحات للجزيرة، إن 350 مريضًا يواجهون خطر الموت بسبب توقف الغسيل الكلوي، مشيرًا إلى أن قسم العناية المركزة أيضًا مهدد بالتوقف، ما يعني كارثة وشيكة.

وأضاف: "الساعة 12 ظهرًا ستتوقف المولدات الكهربائية، وسنضطر لوقف خدماتنا بالكامل إن لم يصل الوقود خلال ساعة أو ساعتين، ولا توجد أمامنا أي خيارات أخرى".

وفي السياق الصحي ذاته، حذّر الدكتور راغب ورش أغا، رئيس قسم الأطفال في مستشفيي النصر والرنتيسي للأطفال، من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بمرض التهاب السحايا، مشيرًا إلى تسجيل مئات الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة، وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي ونقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية.

وأكد أغا أن الازدحام السكاني الشديد في أماكن الإيواء التي تفتقر لأبسط شروط الصحة العامة، يضاعف من خطر تفشي الأمراض المعدية، لا سيما في ظل نقص الأدوية والمضادات الحيوية، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لتوفير مياه نظيفة، وأدوية، ودعم المستشفيات، معتبرًا أن "الواقع الصحي في غزة ينهار بالكامل".

"أونروا" تواصل تحذيراتها من قتل الفلسطينيين في أماكن توزيع المساعدات

من جهتها، حذّرت وكالة "أونروا" من استمرار سقوط الضحايا المدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء في قطاع غزة. وقالت في بيان: إن "أماكن توزيع المساعدات تحوّلت إلى نقاط موت"، منتقدة الآلية الإسرائيلية-الأميركية الجديدة لإدخال المساعدات، التي وصفتها بأنها "حقل للموت".

وأكدت الوكالة أن الأمم المتحدة ووكالاتها، وعلى رأسها "أونروا"، هي الجهة الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات بشكل آمن وكفء، مجددة دعوتها إلى وقف استهداف المدنيين، وضمان دخول المساعدات دون عوائق أو شروط سياسية، في ظل أوضاع كارثية يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في القطاع.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد