يواصل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر مجازر القصف والتجويع. واستشهد منذ فجر اليوم الأربعاء 2 تموز/يوليو، 32 فلسطينياً، بينهم 24 في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فيما سُجّلت عشرات الإصابات في قصف استهدف منازل وخيام نازحين، في وقت يشهد فيه القطاع تفاقماً كارثياً في الأوضاع الإنسانية ونقصاً حاداً في أماكن الإيواء.
وفي مدينة خان يونس، استُشهد ستة فلسطينيين على الأقل، وأصيب آخرون جراء قصف استهدف خياماً للنازحين في منطقة المواصي، التي تعتبر نظرياً من المناطق "الآمنة"، والتي سبق أن قصفت مراراً في الأسابيع الأخيرة. وأصيب عشرة آخرون، بينهم أطفال، في قصف مماثل في المنطقة ذاتها.
وتشهد خان يونس موجة نزوح جديدة بعد إنذار جيش الاحتلال الفلسطينيين في أربعة أحياء جنوبي المدينة (الجلاء، مدينة حمد، النصر، والقرارة 6 في بلوكات 36، و40، و89) بضرورة إخلاء منازلهم "فوراً"، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس".
وفي مدينة غزة، استشهد أربعة فلسطينيين من عائلة زينو، هم الأب أحمد عياد زينو، وزوجته آيات زينو، وطفلاهما زهرة وعبيدة، إثر قصف عنيف طال منزلهم في شارع يافا وسط المدينة. وأسفر القصف عن تدمير المنزل بالكامل، فيما تواصل فرق الإسعاف والدفاع المدني البحث عن ناجين تحت الركام وسط مخاوف من وجود ضحايا آخرين.
كما استشهد أربعة آخرون، بينهم طفلان، في غارة استهدفت منزلاً في حي التفاح شرق المدينة.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، جراء قصف استهدف مجموعة من المدنيين في شارع البركة جنوب المدينة.
وفي محيط مستشفى شهداء الأقصى، استشهد عشرة فلسطينيين نتيجة قصف طائرة "إسرائيلية" مسيّرة لخيمة تؤوي نازحين. كما أُصيب عدد آخر في حي الكرامة شمال غربي غزة بنيران طائرات مسيرة للاحتلال.
وفي سياق متصل، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 580 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 4200 آخرون نتيجة إطلاق النار المباشر من قبل قوات الاحتلال والشركة الأمنية الأميركية على منتظري المساعدات الإنسانية، متهما الاحتلال ومؤسسة "غزة الإنسانية" بالوقوف خلف هذه الجرائم المتكررة.
وحذّر المكتب من أن تركيز توزيع المساعدات في جنوب القطاع يدفع السكان للنزوح قسراً، في ما يُعد شكلاً من أشكال التهجير القسري. ودعا إلى وقف التعامل مع ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" واستبدالها بمنظمات محايدة، إضافة إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الانتهاكات المرتكبة بحق طالبي المساعدات.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 56,647 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 134,105، غالبيتهم من النساء والأطفال.
الأمم المتحدة: غزة على شفا الانهيار الإنساني
بدورها، حذّرت الأمم المتحدة مجدداً من تدهور الوضع الإنساني في غزة، مشيرة إلى "نقص فرص العيش ومحدودية أماكن الإيواء". وأكدت أن العديد من العائلات اضطرت إلى العودة إلى شمال القطاع بعد قصف المدارس التي كانت تأويهم في مناطق أخرى.
وفي بيان صادر عنها، أوضحت أن خمس مدارس تستخدم كمراكز إيواء شمال قطاع غزة تعرضت للقصف خلال الـ48 ساعة الماضية، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
المرصد الأورومتوسطي: "إسرائيل" تنفذ مخططاً معلناً لتهجير سكان غزة قسراً
وفي سياق متصل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل تنفيذ مخطط لتفريغ قطاع غزة من سكانه، من خلال أوامر تهجير قسري متلاحقة تشمل استخدام القصف العنيف، والتجويع، وتدمير البنية التحتية المدنية، لإجبار السكان على النزوح وتجميعهم في بقعة جغرافية لا تتجاوز 15% من مساحة القطاع.
وأوضح المرصد، في بيان أصدره اليوم الثلاثاء 1 تموز/يوليو، أن قوات الاحتلال أصدرت ما بين 28 و30 حزيران/يونيو المنصرم، ثلاثة أوامر تهجير جماعية لسكان مناطق واسعة شرق وجنوب مدينة غزة، ما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين قسرياً، ورفع نسبة الأراضي الخاضعة لأوامر التهجير أو السيطرة العسكرية إلى أكثر من 85% من مساحة القطاع.
وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال أصدر 51 أمر تهجير منذ تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/مارس الماضي، أدّت إلى تهجير أكثر من مليون فلسطيني نحو مناطق مدمّرة أو مكتظة، في ظروف معيشية كارثية تتفشى فيها الأوبئة وتنعدم فيها الخدمات الأساسية.
وأضاف أن "الاحتلال ينفّذ عمليات تدمير شامل للأحياء والمناطق التي يتوغّل فيها، أو التي يجبر سكانها على مغادرتها، في ما وصفه المرصد بأنه أكبر عملية محو ممنهجة للمناطق السكنية في العصر الحديث".
وحذر المرصد من أن سياسات التهجير القسري التي تنتهجها "إسرائيل" ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وقد تُشكّل فعلاً من أفعال الإبادة الجماعية، حين تقترن بنيّة تدمير الشعب الفلسطيني جزئياً، عبر إخضاعه لظروف معيشية تفضي إلى فنائه.
وفي ختام بيانه، دعا المرصد الأورومتوسطي الدول والهيئات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتحرّك العاجل لوقف تنفيذ هذا المخطط العلني الذي يستهدف إفراغ القطاع من سكانه، وفرض تغيير ديمغرافي قسري يخالف القانون الدولي، ويهدد الوجود الفلسطيني في غزة.