ارتفع عدد شهداء قطاع غزة، منذ فجر اليوم الأربعاء 9 تموز/ يوليو، إلى أكثر من 39 شهيداً في سلسلة غارات جوية ومدفعية نفذتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ ساعات الفجر، في إطار حرب الإبادة المتواصلة على القطاع، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية والمخاوف من مخططات جديدة للتهجير الجماعي.
وأكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة أن 105 شهداء و530 إصابة وصلوا إلى المراكز الصحية خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة حرب الابادة "الإسرائيلية" المتواصل على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 57,680 شهيداً و137,409 مصاباً.
وفي آخر فصول المجازر الدامية، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب عدد من الجرحى بقصف مسيرة "إسرائيلية" مركبة مدنية، قرب مدينة أصداء شمال غرب خانيونس، جنوب قطاع غزة.
استشهد 11 فلسطينياً وأصيب آخرون في قصف استهدف منزل عائلة "جودة" بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. كما استشهد 6 فلسطينيين جراء استهداف مباشر من قوات الاحتلال لمجموعة من الفلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات شمال مدينة رفح، فيما استُشهد فلسطيني ونجله في قصف استهدف منزلاً في دير البلح وسط القطاع.
فيما شنت قوات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على شرق مدينة غزة، في الوقت الذي قصفت فيه عدة بنايات تجارية أخرى بالقرب من سوق الزاوية في المدينة.
وفي تطور جديد جنوبًا، قصفت طائرات الاحتلال خياماً تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس ما أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة آخرين.
كما استهدف قصف آخر خيمة في شارع النجار ببلدة جباليا، أدى إلى استشهاد اثنين وسقوط جرحى، في حين نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة لمبانٍ سكنية شرق جباليا، ما أسفر عن دمار هائل وتشريد عشرات العائلات.
وفي مخيم البريج وسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزل لعائلة الخروبي في محيط "الموقف"، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي سياقٍ متصل، أفادت وزارة الصحة في غزة أن 7 شهداء وأكثر من 57 مصاباً من منتظري المساعدات وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا هذا النمط من الجرائم التي تستهدف الجوعى إلى 773 شهيداً وأكثر من 5,101 مصاب منذ بدء الحرب.
وفي تطور خطير، أعلن مدير الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن أقسام مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، نتيجة النقص الحاد في الوقود. وقال الثوابتة في تصريح لوكالة "الأناضول": "انقطاع الكهرباء عن الشفاء يمثل جريمة إنسانية تهدد حياة المرضى والجرحى".
وأوضح أن المستشفى يعمل بشكل جزئي بعد أن تعرض لتدمير واسع جراء اقتحامين عنيفين نفذهما الاحتلال، ليبقى الشفاء واحداً من خمسة مستشفيات حكومية فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 16 مستشفى، في حين خرجت 38 منشأة طبية أخرى من الخدمة بسبب الاستهداف أو الحصار أو الاقتحام.
مخطط احتجاز جماعي فوق أنقاض رفح
وفي تحذير خطير، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن وجود مخطط إسرائيلي لاحتجاز قسري لـ600 ألف فلسطيني في معسكر مغلق فوق أنقاض مدينة رفح. وبحسب المرصد، فإن الخطة تتضمن إخضاع المدنيين لفحوصات أمنية صارمة، وفرض قيود على حركتهم ومنعهم من مغادرة المنطقة.
وأكد المرصد أن هذا المشروع يُعد جزءاً من مخطط ممنهج للتطهير العرقي والتهجير القسري، متزامناً مع تصريحات متكررة من وزير الجيش "الإسرائيلي" يوآف غالانت حول ما سماه "الهجرة الطوعية"، وتصريحات وزير الخارجية "إسرائيل كاتس" عن استغلال الهدن المؤقتة لإقامة "معسكرات اعتقال جماعية".