استشهد ما لا يقل عن 23 فلسطينيا منذ فجر اليوم الخميس 17 تموز/يوليو، مع تصاعد الغارات الجوية والقصف المدفعي "الإسرائيلي" الذي استهدف أحياء سكنية ومنازل وخيام نازحين في قطاع غزة، بينما تجاوز عدد شهداء يوم أمس فقط أكثر من 90 شهيدا.
وأفادت مصادر طبية من مستشفيات غزة، وعلى رأسها مجمّع الشفاء والمستشفى المعمداني، بأن 17 من الشهداء ارتقوا في مدينة غزة وحدها، بينما توزّع بقية الشهداء على مناطق متفرقة من القطاع، وسط ارتفاع كبير في أعداد الجرحى، بينهم أطفال ونساء، في ظل ظروف طبية شديدة الصعوبة.
وفي التفاصيل، استشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون في حي الزيتون جنوب شرق غزة إثر قصف استهدف شقة تعود لعائلة أبو عيدة قرب مدرسة الإمام الشافعي. كما استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون في قصف استهدف شقة تعود لعائلة عجور غرب المدينة، فيما ارتقى ثلاثة فلسطينيين في شارع الثلاثيني وسط المدينة إثر استهداف شقة سكنية.
وفي حي النصر غرب غزة، استشهد فلسطيني وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف قرب محطة بهلول. وفي شمال غرب مدينة غزة، استشهد خمسة فلسطينيين من طواقم تأمين المساعدات إثر استهدافهم المباشر، فيما أصيب عدد من المواطنين في قصف مدفعي استهدف محيط مقبرة السلاطين شمال القطاع. كما ارتقى فلسطيني وزوجته وأطفالهم الخمسة في قصف مباشر استهدف منزلهم في جباليا البلد شمال القطاع.
وفي مخيم البريج وسط القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين، وجرح آخرون إثر قصف طال مدرسة تؤوي نازحين، كما استشهد أربعة آخرون في قصف استهدف خيمة للنازحين داخل مدرسة أبو حلو في المخيم ذاته. وفي مخيم النصيرات، استشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف مدفعي استهدف مجموعة من المواطنين قرب معصرة أبو عودة على شارع صلاح الدين.
كما استشهدت فلسطينيتان، وأصيب آخرون في قصف استهدف كنيسة دير اللاتين شرق مدينة غزة، في استمرار لانتهاك حرمة أماكن العبادة والملاجئ الإنسانية. وأعلنت البطريركية اللاتينية في القدس أن القصف أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، من بينهم الأب جبرائيل رومانيلي، وتسبب بأضرار جسيمة للمبنى وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين الذين احتموا بداخله.
وفي مدينة خانيونس، نفذت قوات الاحتلال عمليات تفجير متعمد لعدد من المنازل، كما دمرت مبانٍ سكنية شمال غربي رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى تهجير عشرات العائلات وتشريد المئات.
وفي سياق متصل، أفرج جيش الاحتلال صباح اليوم الخميس عن 10 أسرى من غزة، كانوا قد اعتقلوا خلال الحرب. وأفادت مصادر محلية أن المفرج عنهم نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح لتلقي العلاج، حيث ظهرت عليهم آثار الإعياء وسوء المعاملة.
وفي موازاة ذلك، حذر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، من انهيار المنظومة الصحية في القطاع، مؤكدا أن المستشفيات أوقفت تشغيل الثلاجات بسبب انقطاع الكهرباء، وأنه يتم المفاضلة بين الجرحى؛ نظرا لشح المستلزمات الطبية، خاصة أدوات التخدير التي أوشكت على النفاد.
وأوضح أن الأمراض تفشت وتلوث المياه بات واسعا، ما يجعل الأطفال عرضة للإصابة بالحمى الشوكية وسوء التغذية، مشيرا إلى استشهاد أكثر من 1400 من الكوادر الطبية منذ بداية الحرب.
من جانبها، أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن حالات سوء التغذية الحاد تضاعفت بين شهري آذار/مارس وحزيران/يونيو نتيجة الحصار ونقص الإمدادات. وقد تم تسجيل 5,500 حالة سوء تغذية حاد شامل، وأكثر من 800 حالة سوء تغذية حاد وخيم، بينما تلقى أكثر من 3,500 طفل علاجًا خلال العام الجاري.
وأكدت الوكالة أن 57% من الإمدادات الطبية الأساسية قد نفدت، وأن 6 فقط من مراكزها الصحية لا تزال تعمل من أصل عشرات المراكز التي كانت متوفرة قبل الحرب، محذرة من أن استمرار خدماتها بات مهددًا بالانهيار في ظل استهداف المنشآت ومنع إدخال الوقود والإمدادات.
أما منظمة "يونيسيف"، فقدمت أمام مجلس الأمن الدولي إحصائية صادمة، حيث أكدت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، أن أكثر من 17,000 طفل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، بمعدل 28 طفلا يقتلون يوميا، وهو ما يعادل فصلا دراسيا كاملا يباد يوميا على مدار عامين تقريبا، في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية بحق الأطفال في العصر الحديث.