شهدت محافظات الضفة الغربية مسيرات حاشدة انطلقت، مساء أمس السبت، بمشاركة المئات من الفلسطينيين تنديداً بسياسة التجويع التي يمارسها جيش الاحتلال على أهالي قطاع غزة، منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، تعرضت خلالها للقمع والمضايقات من قبل أجهزة السلطة التي اعتقلت العديد من المشاركين والنشطاء.
وانطلقت المسيرات الغاضبة نصرةً لغزة المحاصرة، ورفضًا لسياسة التجويع والعدوان "الإسرائيلي" المتواصل، واستجابة لدعوة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الملثم أبو عبيدة، الذي دعا الجماهير للتحرك دعمًا للمقاومة وصمود الشعب في غزة.
وفي مدينة رام الله، خرجت حشود شعبية عقب صلاة المغرب من وسط المدينة، ورددت هتافات مناصرة لغزة والمقاومة، مثل: "يا غزتنا يا عزتنا" إلا أن المسيرة قوبلت بمضايقات من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، التي أرسلت عناصرها بلباس مدني بين المتظاهرين، في محاولة لمنع الهتاف باسم القائد محمد الضيف والمقاومة الفلسطينية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال عدد من الناشطين خلال قمعها للمظاهرة في رام الله.
وفي مدينة نابلس، خرجت التظاهرات التي شارك فيها المئات من أبناء المدينة الذين أطلقوا هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية وتؤيد كتائب القسام والناطق باسمها أبو عبيدة وتدعوه لتكثيف عمليات المقاومة ضد الجيش "الإسرائيلي".
وفي تلك الأثناء، حاولت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قمع مسيرة حاشدة خرجت من دوار الشهداء وسط المدينة، بحجة أنها تعطل حركة السير، رغم أن الأوضاع المعيشية في البلاد منهارة، وفقاً لأحد النشطاء.
إلا أن المتظاهرين رفضوا الانصياع واستمروا في المسير داخل البلدة القديمة، متحدّين القمع ومتمسكين بحقهم في التعبير عن غضبهم.
عاجل | أجهزة أمن السلطة تُفرّق وتمنع تظاهرة داعمة لغزة، على دوار الشهداء وسط مدينة نابلس، والنشطاء يتوجهون للتظاهر في داخل البلدة القديمة. pic.twitter.com/eoSgTaIdiY
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 19, 2025
مدينة جنين أيضاً شهدت تظاهرات خرجت إسنادًا لغزة وتنديدًا بالتجويع والعدوان "الإسرائيلي" المتواصل على أهالي القطاع وسط هتافات تستنكر الصمت والخذلان العربي، كما عبر العديد من المشاركين عن غضبهم إزاء حالة الجمود أمام ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة وغزة.
مشاهد جديدة.. مسيرة في مدينة جنين؛ إسنادًا لغزة وتنديدًا بالتجويع والعدوان الإسرائيلي. pic.twitter.com/Obx0dnSgR6
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 19, 2025
ومن جانبها أدانت منظمة "محامون من أجل العدالة"، ومقرها رام الله، بشدة قمع الأجهزة الأمنية للمسيرات السلمية، محملة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن القمع الذي اعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية.
وأكدت في بيان لها أن استخدام القوة المفرطة ضد المواطنين العُزل وملاحقة الناشطين يضرب بعرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير والتجمع السلمي.
كما استنكرت الاعتقالات التعسفية التي شملت عددا من المشاركين في المظاهرات، مؤكدة أن هذه الخطوة تهدف إلى تكميم الأفواه وردع أي حراك شعبي سلمي يدعو لإنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة.
ودعت المنظمة إلى محاسبة عناصر الأجهزة الأمنية المتورطين في الاعتداء على المتظاهرين السلميين والنشطاء واعتقالهم تعسفيًا.
كما أطلقت نداء عاجلاً إلى المؤسسات المحلية والدولية، ولجان حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للضغط من أجل وقف حرب الإبادة في غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية فورًا.
يذكر أن المسيرات خرجت تلبيةً لدعوات شعبية أُطلقت عبر المنصات الشبابية، ودعت فيها الجماهير في الضفة الغربية، القدس، والداخل المحتل، وحتى الأردن، إلى نصرة لغزة ورفضاً للتجويع، في ظل التخاذل الرسمي والصمت الدولي.