أبحرت السفينة "حنظلة" من ميناء "سيراكيوز" بجزيرة صقلية الإيطالية اليوم الأحد 20 تموز/ يوليو باتجاه قطاع غزة، في إطار رحلة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، وإيصال المساعدات في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي تصريح لها عبر منصة (X) قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: "الآن.. انطلاق سفينة حنظلة مباشرةً نحو غزة. حنظلة محاولة لضرب جدار الصمت. أعلوا أصواتكم. اضغطوا بكل شكل. لتكن انتفاضة عالمية حتى وقف الإبادة والتجويع والحصار". كما نشرت اللجنة مقطع فيديو يوثق لحظة تحرك السفينة من الميناء.
وتعد السفينة جزءًا من "أسطول الحرية"، وهو تحالف دولي مناصر للفلسطينيين، حيث تُقل على متنها نحو 15 ناشطًا من مختلف الجنسيات، وتحمل مساعدات إنسانية تشمل إمدادات طبية، وأغذية، ولوازم أطفال، وأدوية، في رحلة تستغرق أسبوعًا لعبور مسافة تقدر بـ1800 كيلومتر عبر المتوسط باتجاه شواطئ غزة المحاصرة.
الرحلة ممولة من حملات تبرع شعبية، وتهدف بحسب "كلود ليوستيك" منسقة "أسطول الحرية" في فرنسا، إلى "التضامن إنسانياً ودولياً مع الشعب الفلسطيني في غزة".
ومن المقرر أن تتوقف السفينة في مدينة "غاليبولي" جنوب شرق إيطاليا، حيث من المنتظر أن تنضم إليها في 18 تموز/ يوليو الجاري نائبتان من حزب "فرنسا الأبية" (LFI)، هما "غابرييل كاتالا" و"إيما فورو".
وقالت كاتالا: "هذه مهمة من أجل أطفال غزة، لكسر الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية، ولكسر الصمت خلال موسم الصيف حول الإبادة الجماعية"، وأضافت: "آمل أن نصل إلى غزة، وإن لم نصل، فسيكون ذلك انتهاكًا جديدًا للقانون الدولي يُضاف إلى سجل إسرائيل".
وكان الموعد المبدئي للإبحار قد تأجل بسبب استعدادات تقنية أخيرة، حيث أُعلن أن السفينة ستنطلق من "غاليبولي" بتاريخ 20 يوليو/تموز، لتصبح ثاني سفينة تبحر نحو غزة من "تحالف أسطول الحرية" خلال هذا العام، بعد سفينة "مادلين" التي اعترضتها القوات "الإسرائيلية" قبل وصولها إلى القطاع، واختطفت الناشطين الـ12 الذين كانوا على متنها، قبل أن تقوم بترحيلهم لاحقًا.
ومن بين النشطاء المشاركين في الرحلة، تبرز "فيغديس بيورفند" البالغة من العمر 70 عامًا، وهي ناشطة نرويجية من أجل فلسطين منذ عام 1978.
وقد أشار "أسطول الحرية" إلى أن بيورفند قالت: "لا أريد أن يقول لي حفيدي يومًا: جدتي، لم تفعلي شيئًا". وأضاف: "حافظوا على سلامة فيغديس وحنظلة. ساعدوا في إنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني والإبادة الجماعية".
ويذكر أن اسم "حنظلة" أطلق على السفينة نسبة للشخصية الكاريكاتورية الشهيرة التي أبدعها الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، والتي ترمز إلى الفلسطيني المقهور والمتحدي، حيث أوضح "أسطول الحرية" أن السفينة "تحمل روح حنظلة وروح كل طفل في غزة محروم من العيش بأمان وكرامة وسعادة".
وكانت سفينة "حنظلة" قد أبحرت خلال عامي 2023 و2024 إلى عدد من الموانئ في شمال أوروبا والمملكة المتحدة، ضمن جهود تهدف إلى كسر التعتيم الإعلامي وبناء التضامن الدولي مع فلسطين، من خلال فعاليات فنية، وندوات سياسية، ولقاءات مع الجمهور في المدن التي زارتها.