شهدت مدينة جنين ومخيمها مسيرات جماهيرية حاشدة نصرةً لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة والتجويع التي تفرضها قوات الاحتلال، مع دخول اليوم الـ192 للعدوان "الإسرائيلي" المتواصل، في ظل استمرار عمليات التدمير والنزوح القسري في المحافظة ومخيمها.

وجابت المسيرات شوارع المدينة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات غاضبة تدعو إلى وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة ووقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، مؤكدين تضامنهم الكامل مع أبناء القطاع في وجه العدوان المستمر، وفقًا للجنة الإعلامية.

في السياق ذاته، أكدت اللجنة الإعلامية في بيان لها، اليوم الاثنين 21 تموز/يوليو، اقتحام قوات الاحتلال بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، ضمن تصعيد عسكري واسع تشهده المحافظة، حيث انتشرت آليات الاحتلال العسكرية في شوارع البلدة وسط حالة من التوتر الشديد.

وأضافت أن قوات الاحتلال دفعت بجرافة عسكرية وعدد من الآليات الثقيلة باتجاه مدينة جنين، تزامنًا مع عمليات اقتحام وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين في مختلف مناطق المحافظة.

وشهدت بلدة قباطية جنوب جنين مواجهات عنيفة عقب اقتحامها من عدة محاور، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز تجاه الشبان، في مشهد يؤكد تصاعد وتيرة الاعتداءات "الإسرائيلية" ضد المدنيين، وفقًا لبيان اللجنة.

وأظهرت مشاهد مصورة حجم الدمار الكبير الذي خلّفه الاحتلال في مخيم جنين خلال الاقتحام الأخير، حيث بدت آثار التدمير واضحة في منازل الفلسطينيين والبنية التحتية، فيما تتصاعد المخاوف من استمرار حملة التهجير والتخريب الممنهجة.

وفي تطور آخر، ذكرت اللجنة الإعلامية أن جنود الاحتلال احتجزوا فلسطينية داخل أحد المنازل في مدينة جنين السبت الماضي، خلال عمليات دهم وتفتيش، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ومواصلة للسياسات القمعية ضد المدنيين العزّل.

ومنذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في 21 كانون الثاني/يناير 2024، هدمت قوات الاحتلال أكثر من 600 منزل بشكل كامل، فيما تضررت معظم المنازل الأخرى جزئيًا، وأصبحت غير صالحة للسكن، إضافة إلى الدمار الواسع الذي طال المنشآت العامة والبنية التحتية.

وقد تسبب هذا العدوان في نزوح قسري لما يقارب 22 ألف فلسطيني، أُجبروا على مغادرة منازلهم وتمنع قوات الاحتلال عودتهم إليها حتى الآن، بينما ارتقى 42 شهيدًا من أبناء المدينة والمخيم، بينهم اثنان برصاص أجهزة أمن السلطة.

ويأتي ذلك في وقت لا تزال فيه مدينة طولكرم ومخيماتها تتعرض لعدوان "إسرائيلي" وحشي، وسط تصاعد عمليات هدم وإحراق المنازل والاعتداء على الفلسطينيين والتنكيل بهم.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم قد أعلن أن طواقمه الطبية تعاملت مع ثلاث إصابات نتجت عن اعتداء جنود الاحتلال بالضرب، من بينهم مسنّان تجاوزا السبعين من العمر، بالإضافة إلى شاب من ضاحية ذنابة، حيث نقل جميع المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

كما أقدمت قوات الاحتلال مساء الأحد على إحراق عدة منازل في مخيم نور شمس شرق طولكرم، وتحديدًا في حارة المنشية، وذلك ضمن حصار مشدد وعدوان متواصل يستهدف المخيم لليوم الـ162 على التوالي، حيث تحول القوات منازل المدنيين إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها، مع استمرار إطلاق الرصاص الحي تجاه أي شخص يقترب من محيط المخيم.

وشهد المخيم خلال الأسابيع الماضية عمليات هدم واسعة طالت عشرات المباني السكنية، ضمن مخطط "إسرائيلي" يهدف إلى هدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تم تدمير 48 مبنى في مخيم نور شمس فقط، مما تسبب في دمار كبير، وفصل بين أحياء المخيم عبر شوارع جديدة أنشأها الاحتلال.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد