في واقعة أثارت موجة من الاستنكار والجدل، اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية مواطناً ستينياً كتب لافتة تضامنية مع قطاع غزة على سيارة زفاف، ضمن حملة اعتقالات متصاعدة تستهدف ناشطين عبروا عن دعمهم للفلسطينيين.
وفقاً لمصادر محلية تحدثت لموقع "صوت الأردن"، فإن المواطن محمد الحموز (65 عاماً) والذي يشتهر ببراعته في الخط اليدوي، اعتقل يوم الجمعة الموافق 18 تموز/يوليو 2025 بعد أن كتب لافتة على سيارة زفاف في منطقة القويسمة شرق العاصمة عمان، حملت عبارات "سامحينا يا غزة، سامحينا يا فلسطين" حيث امتنع أصحاب العرس عن إقامة حفل غنائي احتراماً لدماء شهداء العدوان "الإسرائيلي".
أشارت المصادر إلى أن الحموز اعتقل من قبل جهاز الأمن الوقائي قبل أن يحال إلى دائرة المخابرات العامة التي أعادته بدورها إلى الأمن الوقائي بحجة "عدم الاختصاص"، لينقل بعدها إلى سجن ماركا، كما تم تغريم صاحب السيارة التي حملت اللافتة بمبلغ 400 دينار أردني واعتقاله أيضاً، وبعد يومين من التوقيف، تم الإفراج عن الحموز بكفالة من متصرف لواء القويسمة.
أثارت الحادثة موجة غضب واستنكار بين نشطاء ومواطنين أردنيين، اعتبروا أن اللافتة التي تحيي شهداء غزة "لا تستوجب التوقيف ولا الغرامة، بل تستحق الاحترام والتقدير"، مؤكدين أن مثل هذه التعبيرات تمثل ضميراً إنسانياً حياً ولا تشكل أي تهديد للأمن العام.
جاءت هذه الواقعة ضمن سياق حملة اعتقالات متصاعدة تشنها الأجهزة الأمنية الأردنية ضد نشطاء ومثقفين عبروا عن تضامنهم مع غزة، حيث تم اعتقال الناشطة بشرى العبسي يوم الأربعاء الماضي بسبب منشورات تضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما اعتقلت السلطات الداعية المعروف الشيخ سعيد رضوان "أبو عماد" من منزله مساء نفس اليوم دون إبداء أسباب واضحة.
يواصل النشطاء والحقوقيون في الأردن مطالبتهم بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفيات تعبيرية، مؤكدين أن التضامن مع شعب يتعرض للقصف والتجويع لا يمكن أن يوصف بأنه جريمة، وأن حرية التعبير حق أساسي يكفله الدستور الأردني والمواثيق الدولية.
