شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قصفًا مكثفًا على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفًا خيام النازحين وتجمعات منتظري المساعدات الإنسانية، في وقت تتزايد فيه حالات سوء التغذية بشكل خطير وسط تحذيرات دولية من منظمات الإغاثة بسبب تفشي المجاعة الكارثية في القطاع.

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد 30 فلسطينيًا، بينهم 7 من منتظري المساعدات، منذ فجر اليوم الخميس 24 تموز/يوليو، جراء القصف "الإسرائيلي" الذي طال مناطق متعددة. كما أعلن مجمع ناصر الطبي عن سقوط 3 شهداء وإصابة آخرين من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات جنوبي مدينة خان يونس.

وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على النازحين، حيث أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين إثر قصف استهدف خيامًا للنازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس، كما استشهد طفل في الهجوم ذاته. وفي وسط القطاع، سجل مستشفى شهداء الأقصى والعودة استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة عدد آخر جراء قصف إسرائيلي عنيف.

وتجدد القصف المدفعي الإسرائيلي شمال مخيم البريج وسط القطاع، بينما فجرت قوات الاحتلال روبوتًا مفخخًا في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وفقًا لتقارير محلية. كما ارتقى 3 شهداء وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي استهدف تجمعًا لمنتظري المساعدات قرب أبراج القسطل شرق دير البلح.

وفي حي الرمال بمدينة غزة، أبلغ مصدر في مستشفى الشفاء عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة نازحين. ومنذ منتصف ليل الأربعاء، شنت قوات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت خيام النازحين ومواطنين ينتظرون المساعدات الإنسانية في محيط المدينة.

وأكدت هيئة الإسعاف والطوارئ انتشال شهيدين و3 مصابين من تحت الأنقاض بعد قصف استهدف خيمة قرب المجلس التشريعي في حي الرمال، بينما أعلنت الخدمات الطبية عن سقوط شهيد وشهيدة وإصابة 10 آخرين في قصف آخر شمال غرب المدينة.

تصاعد الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الـ24 ساعة الماضية جراء المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي الوفيات الناجمة عن الأزمة الإنسانية إلى 113 حالة منذ بدء الحرب. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن 115 فلسطينيًا استشهدوا بسبب المجاعة في ظل انعدام الغذاء والماء والدواء، داعيًا المجتمع الدولي إلى كسر الحصار فورًا وإدخال المساعدات لنحو 2.4 مليون محاصر.

من جهته، قال أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، إن كل لحظة تمر تزيد من خطر الموت على الأطفال المصابين بسوء التغذية، مطالبًا بضغط دولي حقيقي على إسرائيل لفتح المعابر. كما أعربت اللجنة الدولية للإنقاذ عن فزعها من تقارير وفاة الأطفال جوعًا، مؤكدة أن الأزمة "من صنع الإنسان" بسبب الحصار الشامل.

انتشار الأمراض ومنع المساعدات

وحذرت منظمة أوكسفام من تفشي أمراض قاتلة في غزة، حيث ارتفعت نسبة الأمراض المنقولة عبر المياه بنحو 150% بسبب تلوث مصادر الشرب وانعدام الرعاية الصحية 238. وأشارت إلى أن إسرائيل تمنع عمدًا دخول مساعدات إنسانية تقدر بملايين الدولارات، مما يفاقم الكارثة.

بدورها، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باستخدام التجويع كأسلوب حرب، ودعت إلى رفع القيود عن المساعدات فورًا. كما حذرت من أن نظام التوزيع الإسرائيلي يحوّل المساعدات إلى "سلاح حرب" ضد المدنيين.

تداعيات مستمرة

مع استمرار العدوان، تواجه غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمأوى، وسط عجز دولي عن إجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها. وتواصل المنظمات الحقوقية تحذيرها من أن الوضع يتجه نحو كارثة إنسانية كبرى إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد