رحّبت عدة دول عربية وفصائل فلسطينية بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، ووصفت هذه الخطوة بأنها "تاريخية"، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
وكان ماكرون قد أعلن، يوم الخميس، عبر منصّتي "إكس" و"إنستغرام"، أن فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين "وفاءً بالتزامها التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن "الحاجة الملحّة اليوم هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين".
وفي ردود الفعل العربية، رحبت المملكة العربية السعودية، عبر بيان لوزارة الخارجية اليوم الجمعة 25 تموز/يوليو، بهذا التوجه، واعتبرته "قراراً تاريخياً" يُسهم في دعم القضية الفلسطينية.
كما أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً أعربت فيه عن ترحيبها بإعلان ماكرون، مشيرة إلى أن هذه الخطوة "تمثّل دعماً مهماً لحقوق الشعب الفلسطيني".
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الكويتية قرار الرئيس الفرنسي بأنه "خطوة هامة"، مؤكدة أنه من شأنها تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة.
أما وزارة الخارجية الأردنية، فوصفت الخطوة بأنها "هامة"، وتشكّل تصدياً واضحاً لمحاولات إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
ودعت الدول الأربع (السعودية، قطر، الكويت، الأردن) المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة، والاعتراف بدولة فلسطين دعماً لحق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال.
من جهتها، رحّبت وزارة الخارجية الإيرلندية بموقف فرنسا، واعتبرته "مساهمة مهمة في تحقيق حل الدولتين"، مشددة على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
مواقف فلسطينية رسمية وفصائلية مرحّبة
على المستوى الفلسطيني، رحبت السلطة الفلسطينية بإعلان ماكرون، وقال حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة محمود عباس، إن هذا الإعلان "يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي، ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".
كما أشادت حركة "حماس" بالقرار الفرنسي، ووصفته بأنه "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم"، واعتبرته "تطوراً سياسياً يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية"، داعية الدول الأوروبية إلى أن تحذو حذو فرنسا. وأضافت الحركة أن مثل هذه الخطوات تمثل "ضغطاً سياسياً وأخلاقياً على الاحتلال الإسرائيلي".
في المقابل، ندد ياريف ليفين، نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بتصريحات الرئيس الفرنسي، ووصفها بأنها "وصمة عار" ودعم لما أسماه "الإرهاب"، داعياً إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية كرد "تاريخي وعادل"، وفق تعبيره.
وكانت فرنسا قد أعلنت أنها ستترأس بالاشتراك مع السعودية اجتماعاً دولياً في مقر الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، بهدف وضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين أمميين أن المؤتمر سيُعقد في 28 و29 تموز/يوليو الجاري، بعد تأجيله في وقت سابق نتيجة العدوان "الإسرائيلي" على إيران، واعتذار عدد من الوفود الإقليمية عن الحضور حينها.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو إن احتمالات إقامة دولة فلسطينية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل ما يعانيه قطاع غزة من "مجاعة ودمار"، مجدداً التأكيد على ضرورة تحرّك دولي فوري من أجل إنقاذ حل الدولتين.