عمّ الإضراب الشامل صباح اليوم السبت 26 تموز/يوليو، بلدتي الظاهرية جنوب الخليل وبيت فجار جنوب بيت لحم، حدادًا على روح شهيدين فلسطينيين ارتقيا برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في جريمتين منفصلتين.

وأعلنت القوى الوطنية في محافظة بيت لحم الإضراب العام رفضاً لجريمة إعدام الشاب الفلسطيني ربيع محمد يوسف طقاطقة (31) عامًا، برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب بلدة بيت فجار.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الفلسطيني طقاطقة، برصاص الاحتلال قرب بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على شاب فلسطيني عند المدخل الغربي لبلدة بيت فجار، بزعم حيازته سكينًا، ثم قامت باعتقاله، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وأكدت طواقم إسعاف فلسطينية أن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة المحيطة بشكل كامل في مكان إطلاق النار، ومنعت المسعفين من الوصول إلى الموقع، ما حال دون معرفة الوضع الصحي للمصاب في حينه.

وفي أعقاب الجريمة، أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، مساء الجمعة، عن إضراب عام في بلدة بيت فجار، وحداد شامل في كافة أنحاء المحافظة، وذلك احتجاجاً على جريمة الإعدام الميداني بحق الشهيد طقاطقة، ورفضاً لاستمرار سياسة احتجاز جثامين الشهداء التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وجددت قوات الاحتلال اقتحامها لبلدة بيت فجار صباحاً دون أن يبلغ عن تنفيذ اعتقالات، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد.

وفي بلدة الظاهرية جنوب الخليل أُعلن الحداد العام استنكارًا لاستشهاد الشاب وديع سمامرة، الذي أطلقت قوات الاحتلال النار عليه قرب مستوطنة "شمعة" ما أدى إلى استشهاده على الفور.

ويُشار إلى أن الشهيد وديع هو شقيق سند سمامرة، الذي كان قد استشهد في المكان ذاته برصاص مستوطنين في 11 كانون الثاني/ يناير 2023، واحتُجز جثمانه حينها لأشهر، قبل أن يتم تسليمه لعائلته في 3 نيسان/ أبريل 2023.

الاحتلال يداهم منازل أسرى محررين في جنين

في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة برقين غرب جنين، حيث داهمت منازل عدد من الفلسطينيين، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.

وذكرت مصادر محلية لـ"وفا" أن من بين المنازل التي تم اقتحامها منازل أسرى محررين، عرف من أصحابها عبد اللطيف حمادة وسلطان خلوف، والذي يشهد منزله مداهمات متكررة بحجة البحث عنه ومحاولة اعتقاله.

وفي محافظة سلفيت، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي قراوة بني حسان ومردا بعدد من الآليات العسكرية، وانتشرت في عدة أحياء، ونفذت عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين وعبثت بمحتوياتها، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

وكذلك شهد مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمالي الخليل بالضفة الغربية اقتحام قوات من جيش الاحتلال دون الإبلاغ عن اعتقالات حتى اللحظة.

إصابة طفل ومسنون باعتداءات المستوطنين

وفي تطور آخر ضمن سياق اعتداءات المستوطنين المتصاعدة، أصيب طفل فلسطيني (14 عامًا)، مساء الجمعة، برصاص مستوطنين في بلدة المغير شمال شرق رام الله، بعد أن اقتحم مستوطنون البلدة وتوجهوا نحو محيط روضة الأطفال وأطلقوا النار على الفلسطينيين، ما أسفر عن إصابته في ساقه بالرصاص الحي.

وفي سياق متصل أصيب عدد من الفلسطينيين من بينهم مسن باعتداءات نفذها مستوطنون في بني نعيم شرق الخليل، ومسافر يطا جنوباً.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على مسن فلسطيني (60 عاما) في بني نعيم، وجرى علاجه ميدانيا، كما اعتدت على مسن آخر (66 عاما) في مسافر يطا، وجرى نقله إلى المستشفى.

وأفادت مصادر محلية، أن مستوطنين هاجموا قرية التوانة في مسافر يطا بحماية قوات الاحتلال، كما اعتدوا على ثلاثة فلسطينيين آخرين بينهم رئيس المجلس القروي محمد ربعي، ما أدى إلى إصابتهم برضوض وكدمات.

وأضافت تلك المصادر، أن المستوطنين داهموا مساكن الفلسطينيين وحظائر المواشي، وسرقوا عدد من رؤوس المواشي تعود للفلسطيني فضل ربعي، بالتزامن مع إغلاق الاحتلال لمداخل القرية.

كما أقدم مستوطنون في منطقة شلال العوجا شمال أريحا على إطلاق مواشيهم قرب مساكن الفلسطينيين، في استفزاز متكرر ضمن محاولات الضغط على التجمعات الفلسطينية لتهجيرها قسريًا من أراضيها.

ووفقًا لمعطيات صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (رسمية)، فإن المستوطنين نفذوا خلال النصف الأول من العام الجاري أكثر من 2150 اعتداء، تسببت في استشهاد 6 فلسطينيين، إلى جانب عشرات الإصابات وتخريب الممتلكات واقتلاع الأشجار، ما يبرز تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الاعتداءات تحت حماية جيش الاحتلال.

وتأتي هذه الاقتحامات ضمن سلسلة الاعتداءات اليومية والممنهجة التي تشنها قوات الاحتلال في مناطق الضفة الغربية المحتلة والتي تصاعدت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مسفرة حتى الآن عن استشهاد المئات واعتقال الآلاف من الفلسطينيين، في ظل عدوان مستمر يُشن على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد