استشهد شابان فلسطينيان أحدهما برصاص قوات الاحتلال والآخر برصاص مستوطنين مسلحين في محافظة الخليل، ضمن تصعيد ممنهج للعدوان على الفلسطينيين، وسط حملة مداهمات واعتقالات يومية للبلدات والمخيمات في الضفة الغربية، وهجمات متكررة تشنها عصابات المستوطنين على القرى الفلسطينية.  

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء 29 تموز/يوليو 2025، عن تلقيها بلاغًا من الهيئة العامة للشؤون المدنية يفيد باستشهاد الشاب عودة محمد خليل الهذالين (31 عامًا) متأثرًا بإصابته برصاص مستوطن في قرية أم الخير بمسافر يطا مساء أمس الإثنين. وأوضحت الوزارة أن طواقمها في مدينة يطا تبذل جهودًا حثيثة لتأمين استلام جثمان الشهيد، بينما لا تزال ظروف استشهاده محاطة بتفاصيل مروعة.

ووفقًا لوكالة الأناضول، فإن الهذالين كان أحد المساهمين في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي تناول معاناة أهالي مسافر يطا تحت وطأة الاستيطان، وهو الفيلم الحائز على جائزة أوسكار. ونشر الصحفي الإسرائيلي يوفال إبراهام مقطع فيديو على منصة "إكس" يظهر المستوطن ينون ليفي وهو يطلق النار على الهذالين، وهو مستوطن معروف بعنفه ضد الفلسطينيين وسبق أن فرضت عليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب جرائمه.

وكانت مجموعة من المستوطنين المسلحين قد شنوا هجومًا على قرية أم الخير أثناء تواجد الهذالين في أرضه، حيث أطلقوا النار عليه مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، قبل أن يتم نقله من قبل قوات الاحتلال إلى جهة مجهولة، حيث أُعلن لاحقًا عن استشهاده. كما تعرض فلسطيني آخر للاعتداء بالضرب من قبل مستوطن باستخدام "شاكوش جرافة"، مما تسبب في إصابته بجروح بالغة، ونُقل إلى مستشفى يطا الحكومي بواسطة طواقم الهلال الأحمر.

وفي حادثة منفصلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الإثنين، عن استشهاد الشاب محمد سامر سليمان الجمل (27 عامًا) متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل.

وذكرت المصادر أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على الشاب عند حاجز رأس الجورة العسكري، وتركته ينزف، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه، ليُعلن عن استشهاده لاحقًا واحتجاز جثمانه.

وكانت قوات الاحتلال المتمركزة عند الحاجز العسكري المقام على المدخل الشمالي لمدينة الخليل "رأس الجورة"، قد أطلقت النار مساء اليوم صوب الشاب الجمل، ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة، تُوفي على إثرها لاحقًا.

وباستشهاد الشابين، ترتفع حصيلة الشهداء برصاص الاحتلال ومستعمريه في محافظة الخليل خلال أقل من 24 ساعة إلى شهيدين.

وباستشهاد الشابين، ارتفعت حصيلة الشهداء في محافظة الخليل خلال أقل من 24 ساعة إلى اثنين، في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيدًا غير مسبوق في عمليات القتل والاعتقالات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية

في سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال حملتها الواسعة لمداهمات المدن والمخيمات، حيث اقتحمت مخيم الفوار جنوب الخليل واعتقلت ثمانية شبان بعد تفتيش منازلهم بعنف. كما شنت القوات الإسرائيلية مداهمات في مخيم الجلزون للاجئين شمال رام الله، حيث داهمت عدة منازل واعتقلت عددًا من الشبان.

وفي مدينة قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة أسرى محررين هم سامح شوبكي وسعيد ذياب وسائد الفايد، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها بشكل تعسفي. كما احتجزت القوات الأسير المحرر علي حسان واستجوبته قبل الإفراج عنه لاحقًا.

وفي طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين محمد صوافطة وعلي بشار صوافطة بعد اقتحام منزلي عائلتيها. كما اقتحمت قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وأغلقت منافذها، واحتجزت ثلاثة شبان لساعات.

وفي بيت لحم، اعتقلت القوات "الإسرائيلية" الشاب مهدي أحمد طقاطقة من بلدة بيت فجار بعد دهم منزله. كما اقتحمت بلدات العبيدية والشواورة ودار صلاح وزعترة دون الإبلاغ عن اعتقالات إضافية.

هذه الأحداث تأتي في إطار تصعيد ممنهج تشهده الضفة الغربية، حيث سقط أكثر من 1008 شهيدًا منذ أكتوبر 2023، بينما يقبع نحو 10,800 فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم أطفال ونساء

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد