تتواصل في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، حملة التبرعات الأهلية التي انطلقت تحت اسم "كرم 2"، دعماً لأهالي قطاع غزة المحاصر، وذلك في سياق استكمال الجهود التي بدأت بحملة "كرم 1"، والتي لاقت تفاعلاً واسعاً من أبناء المخيم وفعالياته الاجتماعية والدينية.
وبحسب ما أفاد به مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في المخيم، فقد بلغت حصيلة التبرعات حتى اليوم الثلاثاء 29 تموز/ يوليو، نحو 10,130 دولارا أمريكيا، جمعت عبر صناديق التبرع والجهود الشعبية التي تجندت لإنجاح الحملة، والتي انطلقت من مسجد الرحمن في المخيم يوم السبت 26 تموز/ يوليو الجاري.
وانطلقت الحملة بمبادرة فردية من الشاب كرم الرملي، وهو فتى في مقتبل العمر من أبناء المخيم، تبرع بالمبلغ الذي جمعه من عمل صيفي قام به خلال عطلته الدراسية، وقدّمه بالكامل دعماً لأهالي غزة الذين يواجهون المجاعة نتيجة الحصار والحرب "الإسرائيلية" المستمرة.
الشاب كرم الرملي مُطلق الحملة
وفي حديثه لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أوضح كرم قائلا: "أنا بدأت بالحملة حين رأيت إخواننا في غزة يقتلون من الجوع ويموتون، فبادرت بنفسي، وتبرعت. والحمد لله، الشيخ أبو بكر بدأ بعدها بالحملة، وسماها على اسمي، لأني أول من اقترح الفكرة وبدأ بها".
وأضاف كرم: "والله لم أكن أعلم أنها ستحمل اسمي، وكنت أريد أن يبقى تبرعي سراً، لكنها أصبحت حملة، وأتمنى أن تستمر وتنجح في جمع مبالغ لدعم أهلنا في غزة".
من فكرة عفوية إلى حملة مجتمعية
مسؤول لجنة خان الشيح التنموية، وفي تصريح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أكد أن المبادرة كانت عفوية وانطلقت من حس إنساني عميق لدى كرم، وقال: "غزة، التي تجوع تحت أنظار الأمة العربية والإسلامية، حركت مشاعر شاب من أبنائنا، تبرع بما جمعه من عمله في العطلة الصيفية، وأراد أن يكون هذا المال دعما بسيطا لأهلنا هناك. وعندما قلنا له: لماذا لا تشتري به حاجياتك للفصل الدراسي؟ قال: لا، أريد أن أقدمه لغزة".
وأضاف: "اليوم، أصبحت الحملة تبنّياً كاملاً من قبل هيئة فلسطين الخيرية، وجمعية فلسطين، ولجنة خان الشيح التنموية، وهي تعبّر عن نبض مجتمع مخيم خان الشيح بأكمله. ونعمل على توسيعها قدر الإمكان، وندعو أبناء شعبنا في سوريا وخارجها إلى دعم الحملة، ولو بأبسط ما يمكن، من أجل تأمين لقمة العيش لأهلنا في القطاع".
اقرأ/ي أيضاً: انطلاق حملة تبرعات في مخيم خان الشيح دعماً لأهالي غزة وسط إقبال شعبي