يتواصل الاستهداف "الإسرائيلي" لخيام النازحين وتجمعات الفلسطينيين في إطار حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، في ظل تفشي المجاعة الكارثية والقتل المتعمد الذي يواجهه طالبي المساعدات أثناء توجههم للحصول على الطرود الغذائية من مؤسسة غزة الإنسانية، التي باتت مصيدة للقتل كما تصفها المنظمات الدولية،  ويأتي ذلك وسط ارتفاع خطير في حالات سوء التغذية بين الأطفال والمراهقين بقطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد 27 فلسطينيا منذ صباح اليوم الخميس 31 تموز/ يوليو بنيران جيش الاحتلال بينهم 9 من طالبي المساعدات.

وارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة بحق المجوعين والتي أسفرت عن ارتقاء 15 شخصا فيما أصيب 65 آخرون جُلهم من الأطفال، جراء استهداف قوات الاحتلال تجمعات الفلسطينيين ونقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.

فيما شهد وسط قطاع غزة استشهاد خمسة فلسطينيين بينهم عائلة مكونة من الأب والأم وطفليهما، جراء قصف طائرة مسيرة للاحتلال خيمة وسط مدينة دير البلح، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.

وجنوبي قطاع غزة، ارتقى 5 فلسطينيين جراء استهداف مسيرة للاحتلال خيمة قرب مخيم حياة غربي مدينة خان يونس، فيما أصيب العشرات في الغارة ذاتها.

بينما استشهد 4 فلسطينيين بقصف "إسرائيلي" استهدف محيط مركز المساعدات في منطقة الشاكوش شمال مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

شمال مدينة غزة، انتشلت طواقم الإسعاف ثلاثة شهداء و4 مصابين جراء قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة السلفيتي في عمارة أبو الحصين في جباليا، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت عن استشهاد 101 فلسطيني وإصابة 625 جراء العدوان "الإسرائيلي" على القطاع خلال 24 ساعة الماضية.

ولفتت إلى ارتقاء 81 شهيدا وأكثر من 666 جريحا من طالبي المساعدات برصاص الاحتلال خلال 24 ساعة. 

ومن جهة اخرى، اكدت الصحة أن لا معلومات عن الوضع الصحي وظروف اعتقال الدكتور مروان الهمص بعد 10 أيام على اختطافه لافتة الى على أن الاحتلال "الإسرائيلي" ينتهج سياسة الإخفاء القسري بحق الأسرى من الطواقم الطبية، وكشفت أن 361 من الكوادر الطبية أسرى في معتقلات الاحتلال "الإسرائيلي".

وأوضحت الوزارة أن "إفادات الأسرى المحررين ومحاميهم تؤكد ظروف الاعتقال القاسية والتنكيل الذي يتعرض له أسرى القطاع الصحي"، داعية الجهات ذات العلاقة إلى "ممارسة كامل نفوذها القانوني والإنساني للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج الفوري عنهم".

تسجيل 7 حالات وفاة جديدة جراء سوء التغذية والمجاعة

وفي السياق سجلت وزارة الصحة 7 حالات وفاة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية في القطاع ووفقًا لآخر إحصائية فقد استشهد أكثر من 140 فلسطينيًا، بينهم نحو 90 طفلًا، جراء سياسة التجويع "الإسرائيلي" الممنهج في قطاع غزة.

وياتي ذلك عقب وفاة الشاب عادل ماضي (27 عامًا) في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية والمجاعة المتفشية في القطاع.

وحذّر بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، في تصريح لقناة الجزيرة، من "ارتفاع خطير في حالات سوء التغذية بين الأطفال والمراهقين في القطاع"، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف بالغة الصعوبة نتيجة شح الغذاء ونقص المستلزمات الطبية.

وقال زقوت: "نعاني لإنقاذ الأطفال الذين يصلون إلى المستشفيات بحالات متقدمة من سوء التغذية، كما أن القطاع يعاني من شح كبير في حليب الأطفال، مما يضطر الأمهات إلى تقديم المياه بدلًا من الحليب."

وأضاف أن المستشفيات تستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من المصابين الذين يتجمعون قرب مراكز المساعدات، مما يزيد من الضغط على الطواقم الصحية المحدودة. وطالب زقوت المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بزيارة مستشفيات قطاع غزة ومعاينة مدى سوء أوضاعها الصحية والإنسانية.

من جهته، أكد مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة، أنه "يتعامل مع مستوى متقدم من المجاعة ستكون له تبعات كبيرة في المستقبل." وأضاف بيان المستشفى: "على العالم أن يتحرك فورًا لإغاثة سكان قطاع غزة وإنهاء معاناتهم. آن للعالم أن ينصت للنداءات التي يطلقها أبناء قطاع غزة."

"أونروا": سوء التغذية يهدد مواليد غزة والأزمة الإنسانية تتفاقم

بدوره، حذّر عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، مشيراً إلى أن معظم المواليد الجدد في القطاع يعانون من نقص في الوزن والطول نتيجة سوء التغذية المزمن.

وفي تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة، شدد أبو حسنة على ضرورة إدخال مئات شاحنات المساعدات يومياً إلى غزة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، داعياً سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى توفير ممرات آمنة لعبور هذه الشاحنات.

وأوضح أن المساعدات الإنسانية يجب أن تُنقل إلى مخازن الأمم المتحدة داخل القطاع ليتم توزيعها بشكل منظم على المحتاجين، محذراً من أن استمرار تدمير محطات تحلية المياه أدى إلى تفشي الأمراض بفعل تلوث مياه الشرب.

وأكد أبو حسنة أن معالجة الأزمة الإنسانية في غزة مستحيلة دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، معتبراً أن استمرار الحرب يجعل من أي جهود إغاثية مجرد حلول جزئية لا ترقى إلى مستوى الكارثة.

 

 

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد